هزّة درزيّة جديدة: ضرب القاضي الشيخ نصوح حيدر في محكمة الإستئناف الدرزية وعلى رأسه العمامة

هزّة جديدة داخل الطائفة الدرزيّة، هذه المرة تعرّض القاضي الشيخ نصوح حيدر إلى الضرب والاعتداء في محكمة الإستئناف الدرزية.

فقد عبّر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن عن شجبه ورفضه لأي مخالفات من أي نوع كان في الجسم القضائي المذهبي؛ مؤكداً أن سيادة القانون والمؤسسات هي الحكم في أي اختلاف أو تباين، وعلى هذا الأساس وحده يمكن السير بالأمور، داعياً إلى معالجة الإشكال الذي وقع في المحكمة المذهبية بعقلية الحرص ومن منطق الحكمة والوعي وحفظ الكرامات؛ وهي الأسس والقيم التوحيدية التي يتمسك بها ابناء الطائفة ويجب الحفاظ عليها بكل أمانة.

وعقد مجلس إدارة المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعه الدوري برئاسة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة في بيروت؛ وتناول الاجتماع شؤون المجلس والطائفة والأوضاع العامة والتطورات؛ وصدر بعد الاجتماع بيان تلاه أمين سر المجلس المحامي نزار البراضعي جاء فيه:

أولاً: يعلن المجلس المذهبي رفضه المطلق لما يحصل من خرق لسيادة الدولة اللبنانية وتدخل فاضح في شؤونها الداخلية لجهة الإجراءات غير اللائقة المفروضة على رجال الدين في طائفة الموحدين الدروز في لبنان لدى دخولهم إلى سوريا دون غيرهم من رجال الدين في المذاهب الأخرى، والتي تخالف كل المواثيق والقوانين والأعراف الدبلوماسية والدولية وتضرب العلاقات الطبيعية والأخوية بين لبنان وسوريا. وإن المجلس أرسل كتاباً بهذا الخصوص الى الجهات الرسمية اللبنانية، لا سيما معالي وزير الخارجية جبران باسيل لاتخاذ الموقف الرافض لهذه الإجراءات.

ثانياً: يؤكد المجلس انه برئاسة شيخ العقل الجهة الرسمية الوحيدة ذات الولاية الشرعية المخولة إدارة شؤون طائفة الموحدين الدروز في لبنان وهذا ما ينص عليه قانون تنظيم شؤون الطائفة الصادر عام 2006؛ ولا يحق لأي جهة كانت خرق هذا القانون.

ثالثاً: يشدد المجلس المذهبي على أن المحاولات المستميتة من الجهات المتربصة بطائفة الموحدين الدروز شراً لن تفلح في ضرب وحدتها، وستندثر كما كل المحاولات المشابهة على مر التاريخ، وسيحُكَم عليها بالفشل، لما للموحدين الدروز من سعة العقل ورجاحة التفكير والوعي والحكمة والإيمان الحقيقي، وسيبقى جوهر التوحيد أقوى من كل العابثين. ويؤكد المجلس مواصلة جهوده في التعاون والتشاور بشكل دائم مع كل مرجعيات الطائفة وفعالياتها ومشايخها وشخصياتها ومؤسساتها لتحقيق الأفضل على كل المستويات. ويناشد المجلس ابناء طائفة التوحيد البقاء على عهدهم كلمة واحدة بعيدين عن المهاترات؛ وأن يواكبوا المجلس في عمله وممارسته التي أثبتت أنها على قدم المساواة مع جميع الموحدين؛ وترسيخ الوحدة التي ستبقى سداً منيعاً يحمي هذه الطائفة الكريمة.

رابعاً: يدين المجلس المذهبي ما جرى اليوم في المحكمة الاستئنافية الدرزية العليا وسيتخذ بما لديه من صلاحيلات الرقابة على مؤسسات الطائفة كل الاجراءات المطلوبة لمعالجة اي اشكال والتثبت من حقيقة الأمور، بعيداً عن أسلوب التشهير الذي يمارسه البعض ومع حفظ حق القضاة وكرامتهم تحت سقف القانون. 

رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط علّق على الحادثة فقال: "أياً كانت الملابسات حول الالتباس الذي جرى في المحكمة المذهبية الدرزية فإن الأمر لا يعالج الا بالهدوء والحوار والاعتذار عند الضرورة من الفريقين".

وأضاف: "أما مبدأ التشكيلات الذي كان قد طرحه الشيخ فيصل ناصرالدين فهو ضروري لحسن اداء القضاء واستغرب زج اسم الشيخ نعيم حسن في ما جرى".

رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب توجّه لجنبلاط والشيخ نعيم حسن في خلال تغريدة نشرها عبر حسابه الخاص على موقع تويتر بالقول: "هل يقبل وليد بك جنبلاط والشيخ نعيم حسن بضرب القاضي نصوح حيدر في محكمة الإستئناف الدرزية وعلى رأسه العمامة سؤال بسيط وأين مشايخنا من ذلك؟".

وأضاف: "آن الأوان لتنحي نعيم حسن وإفساح المجال أمام شيخ جديد يستحق الموقع".

من جهته، كتب رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال إرسلان على حسابه على "تويتر": "من رداءة الزمن أن تصل الأمور إلى هذا الدرك الفظيع من الانحطاط الأخلاقي والأدبي في أهم مؤسسات الطائفة وهي محكمة الاستئناف".

وتابع: "من المعيب ما يحصل على كافة الأصعدة من مشيخة عقل ومجلس مذهبي وأوقاف، ولا يليق بِنَا كطائفة دينيا وزمنيا، كفى تلاعبا بمقدرات الدروز ... كفى التلاعب بهيبتنا .... كفى التلاعب بمقدساتنا".