نجمة بعلبك ...وداعا

نعى الاعلامي ريكاردو كرم الراقصة والنجمة غيتا داية التي كانت اول من رقص على أدراج بعلبك وكتب:  

"شهدت “مهرجانات بعلبك الدولية” سنة ١٩٥٩، ولادة ما يُسمى بـــ”الفرقة الشعبية اللبنانية”. أسّس الأخوان عاصي ومنصور هذه الفرقة الفنية بالتعاون مع المُخرج والمُنتج الفني صبري الشريف، وكان هدف الفرقة الجوهري إحياء شامل وغير مسبوق للتراث الشعبي اللبناني والعربي. كانت سميرة بعقليني، غيتا دايه ونهاد شهاب، راقصات الصف الأول، نجمات ذاك الوقت، يتمايلن بين هياكل بعلبك وعلى خشبة المسرح وقد حصدن التصفيق في كل من لبنان والشام وحتى في البرازيل والأرجنتين. غادرت غيتا الفرقة لتتزوّج من المحامي رشاد سلامة الذي انفصلت عنه لتعود وتقترن بفادي أندراوس. رغم أنّ الحب لم يمنحها فرصة حمل طفل، إلّا أنّها تبنّت واحداً، لكن الحياة كانت قاسية عليه أيضاً حيث فارق الحياة في حادث دراجة نارية. عشقت أولاد أخوتها وأخواتها وكانوا بمثابة أبنائها. فتحت بيتها في بكفيا أو الرابية حيث كانت تُقيم الولائم الكبرى مستضيفة رؤساء وسياسيين وديبلوماسيين، محاولةً جمع الخصوم ولمّ الشمل دوماً. كانت أفضل صديقة يمكن أن يمتلكها الإنسان مع ابتسامة كبيرة لم تفارق ثغرها رغم كلّ الصعاب. هناك دائماً وقت يقرّر فيه المرء المغادرة. وقد اختارت غيتا القيام بذلك أمس، مغلقةً الستار على حياة غنية كان الحب فيها أقوى من مآسي العالم كلّها."