مواد خطيرة فجّرت بيروت وذخائر لم تُتلَف أشعَلَت عين قانا... التحقيق يمرّ من هنا!

إذا كانت الأحداث الأمنية الغامضة التي حصلت في جنوب لبنان، في أواخر تموز وآب، والتي تضاربت الروايات حولها، فُهِمَت على ضوء ما يسبق التجديد لمهام قوات "يونيفيل" العاملة جنوباً، فإننا نسأل اليوم عن التطوّر الذي جرى بالأمس، والذي تمثّل بانفجار في بلدة عين قانا.

فهل هو حدث عرضي، أم تبادُل رسائل أميركية - إسرائيلية - دولية حول ضرورة وضع توسيع مهام القوات الدولية، على نار حامية، مع تبرير أسباب الخروق الجوية الإسرائيلية المتكرّرة بكثرة؟

لا يُمكن تأكيد أو نفي أي شيء، بانتظار ما ستُظهره التحقيقات التي نأمل أن لا تتأخّر. ولكن الأخطر هو أن نكون أمام استراتيجيا جديدة، تُبقي لبنان عرضة لهجمات متكرّرة، على غرار ما يحصل في سوريا، وأن تُكمل تلك الهجمات طريقها حتى ولو خسر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الإنتخابات الرئاسية الأميركية. 

التحقيقات

أشار العميد المتقاعد الدكتور محمد رمال الى أنه "من الناحية التقنية، يُفتَرَض أن تكشف فِرَق الهندسة على موقع الإنفجار، للتحقُّق من طبيعته وأسبابه الحقيقية".

ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أنه "بغياب النتائج الرسمية، تُطرَح فرضيات كثيرة، من بينها أن يكون سبب ما حصل هو انفجار قذائف أو ذخائر صالحة للإستعمال، ومُخزَّنَة كجزء من ترسانة المقاومة في منطقة شمال الليطاني، أو أنه (السبب) يعود الى قذائف وذخائر غير منفجرة، تمّ جمعها بجهد من إحدى جمعيات المجتمع المدني في منطقة شكّلت في الماضي خطّاً من خطوط التماس، وكانت مزروعة بالمتفجرات والألغام. ولكن معرفة السبب الحقيقي تنتظر نتائج التحقيقات".

ورأى أنه "من الطبيعي استثمار الإنفجار هذا لممارسة الضّغط في ملف المقاومة والسلاح من جديد، وإعادة النّظر بمهام قوات "يونيفيل"، وتوسيع نطاق عملها، وتغيير قواعد الإشتباك، كما كان يحصل قبل التمديد لمهامها، ولا سيّما من باب أن تلك الأحداث تشكل خطراً على الناس، بالنّسبة الى المستثمرين في الصّراع السياسي الداخلي".

من الجوّ 

وأوضح رمال:"بغياب أي تحقيق رسمي أو نتائج رسمية حول ما حصل، يُمكن وضع الكثير من الفرضيات على طاولة البحث، من بينها أن يكون الإنفجار نتيجة عمل أمني تخريبي، أو اعتداء خارجي. فإذا ثبت بالتحقيق أن ذخائر صالحة للإستعمال هي التي انفجرت، نتحدّث هنا عن احتمال وقوع اعتداء تخريبي، ربما إرهابي، أو استهداف بواسطة طائرات إسرائيلية". 

وشدّد على "ضرورة عدم استبعاد أي فرضية. فالعدو الإسرائيلي يشنّ هجمات على سوريا، ويقول إنه يستهدف مواقع أو مخازن أسلحة تابعة لـ "حزب الله" أو لإيران هناك. فإذا أخذنا تلك الوقائع في الاعتبار، ترتفع في تلك الحالة احتمالات أن يكون انفجار عين قانا نتيجة هجوم من الجوّ". 

وشرح:"إذا سلّمنا بفرضية الإعتداء الإسرائيلي، نكون أمام سياسة إسرائيلية تحاول استهداف أي نشاط عسكري لـ "حزب الله" في سوريا ولبنان. والمُلفت في هذا الوقت، هو أن ذلك بات يتمّ داخل الأراضي اللّبنانية. وهذا مؤشّر جديد حول استهداف مراكز عسكرية داخل لبنان". 

مناطق أخرى 

وأكد رمال "وجوب انتظار نتائج التحقيقات الرسمية، لأن الفرضيات كثيرة، ولا يُمكن الرّكون إليها بل الى التحقيق. ورغم كل ما يُقال، أميل الى فرضية أن يكون التفجير حصل نتيجة عطل فني. فعين قانا مثل مناطق لبنانية كثيرة، تشهد حرائق في العادة. والتحقيقات وحدها تثبت سبب وجود الذخائر في ذلك المكان، وإذا كانت من مخلّفات الحروب الإسرائيلية، وأسباب عدم التخلّص منها الى الآن. فهذا الموضوع يشكل ملفاً لا يقلّ أهمية عن التحقيقات في أسباب انفجار مرفأ بيروت". 

وختم:"مواد شديدة الخطورة تسبّبت بانفجار مرفأ بيروت، هي نيترات الأمونيوم، وفي عين قانا ذخائر لم تتمّ معالجتها. وربما توجد ذخائر في مناطق أخرى، لم تتمّ معالجتها أيضاً. وهذا ملف من الملفات التي يجب أن تُفتَح، وهو شديد الأهمية".