لليوم الثاني قيادات تنعى الشيخ قبلان

نعى رئيس الجمهورية ميشال عون إلى اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الامام الشيخ عبد الأمير قبلان، "الذي ما عرفناه الا داعية وئام وتضامن ووحدة، وهو الذي أمضى حياته مناديا ومناضلا في سبيل ارساء أسس عيش مشترك قائم على قيم الاصالة الوطنية والتسامح، فاكتسب عند اللبنانيين احتراما لشخصه وتأييدا لدوره، فما افتقدوه يوما الا وكان السباق في تأكيد وحدة الصف والترفع عن الصغائر وبناء جسور التلاقي".

وتابع في بيان النعي: "تظلل الراحل الكبير بصاحب السماحة الإمام المغيب السيد موسى الصدر، وكان نائبا للمغفور له آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين، فاكمل بالوهج عينه الخط الذي كرسه في حمل لواء المستضعفين ليكون منهم وبهم ولأجلهم أسمى العطاء الوطني، بالحق والمساواة والفضائل. واليوم إذ ينتقل إلى جوار الباري، نشعر جميعا الحاجة إلى استلهام إرثه الكبير للسير بلبنان وشعبه إلى بر الأمان، في هذه المرحلة البالغة الدقة، فنواجه معا التحديات، بما وطده في نفوس من عرفه وتتلمذ على يديه ونهل من سعة علمه، من نموذج بذل وجهد وتضحيات، حتى الرمق الاخير".

وختم رئيس الجمهورية: "إننا إذ نتقدم بأحر التعازي من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ومن دولة الرئيس نبيه بري ومن افراد عائلة الفقيد لاسيما نجله المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، كما ومن أبناء الطائفة الشيعية العزيزة وجميع اللبنانيين، نشاطرهم الألم لغيابه، سائلين القدير أن يتغمده بوافر رحمته، هو الحاضن كل بدء واليه المنتهى".

في السياق نعى الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الشيخ عبد الأمير قبلان، الذي وافته المنية مساء أمس السبت، بعد صراع مع المرض.

وقال نصرالله في بيان النعي: "غادرنا إلى مقره الأبدي رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان سماحة آية الله العلامة الشيخ عبد الأمير قبلان رضوان الله عليه بعد عمر مبارك أفناه في الدعوة إلى الله تعالى والجهاد في سبيله عز وجل وخدمة الفقراء والمستضعفين وفي العمل للوحدة والتماسك والتعاون في الدائرة الشيعية والإسلامية والوطنية وكان مُدافعاً قوياً عن القضية الفلسطينية وعن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ومقاومته الباسلة، كما كان سماحته سنداً قوياً للمقاومة في لبنان حتى النفس الأخير، داعياً وداعماً ومُؤيداً ومُدافعاً".

وأضاف: "لقد كان سماحته وفياً لنهج سماحة الإمام السيد موسى الصدر أعاده الله ومُتمسكاً بأهدافه وحاملاً لآماله، وأباً رحيماً ومُحباً لكل أبنائه".

وأكد نصرالله أنّه "فقدنا اليوم قامة رفيعة على المستويين الإسلامي والوطني وفي مرحلة حساسة يحتاج فيها لبنان إلى القادة الكبار الداعون للتعاون والتراحم والتكاتف من أجل العبور بالوطن إلى برّ الأمان".

كما قدّم نصرالله، باسم "حزب الله"، العزاء لـ"الحوزات العلمية وإلى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان وإلى جميع المسلمين واللبنانيين"، متوجّهاً بــ"أحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة للعائلة الكريمة والشريفة فرداً فرداً، ونَسأل الله تعالى أن يَمن عليهم بالصبر والسلوان وأن يَتغمد راحلنا الكبير بِواسع رحمته في جوار الأنبياء والأولياء والشهداء".

كذلك  نعى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم في تصريح رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ عبد الامير قبلان، وقال: "يفقد لبنان برحيله قامة وطنية واسلامية حيث عمل وساهم بمواقفه وجهوده في ترسيخ مفاهيم العيش الواحد وكان مدافعا عن الجنوب وكل الوطن ملتزما نهج مقاومة العدو ونصرة لقضايا الامة، وفي طليعتها قضية فلسطين وشعبها، وكان رمزا وعنوانا بانحيازه لقضايا الانسان من أجل حياة كريمة. فكم نحتاج في زمن رحيله الى أمثاله رجالا وقادة كبار يبذلون من أجل عزة وكرامة وطنهم وشعبهم. ولان وطننا يمر في مرحلة دقيقة سنفتقد رجالا قادة تركوا بصمات على كل المستويات". وختم هاشم: "رحم الله فقيد الجنوب والوطن وكل العزاء لعائلته وابناء الجنوب والوطن والوفاء بالتزام قيم المحبة والوحدة والعدالة ليبقى لبنان القادة والرجال في زمن الحاجة للكبار".

من جهته، نعى النائب فريد هيكل الخازن رئيس المجلس الشيعي الاعلى العلامة الشيخ عبد الامير قبلان وقال في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي:

"فَقَدَ لبنان برحيل رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة عبد الأمير قبلان عالما كبيرا وفقيها بارعا نذر نفسه وحياته لخدمة الدين والعلم والعلماء والناس، وقامة روحية ووطنية تميّزت بالانفتاح والاعتدال.

لأهله ومحبيه الصبر والسلوان، ونسأل الله أن يتغمَّد الفقيد بواسع رحمته وأن يُسكنه فسيح جناته وينزله منازل الأبرار مع الانبياء والصديقين."

من جهته، تقدم البطريرك الماورني مار بشارة بطرس الراعي باسمه وباسم الكنيسة المارونية التعازي القلبية للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى بوفاة المغفور له سماحة الامام الشيخ عبر الامير قبلان، ولعائلة الفقيد الغالي والطائفة الشيعية العزيزة.
واذ نشارككم الصلاة لراحة نفسه، فانّا نذكر طيب علاقته ومودته تجاه الكرسي البطريركي وشخص البطريرك، ونؤكدّ انه كان قيمة مضافة روحية ووطنية.
عوّضنا الله بامثاله لخير لبنان وحماية اصالة العيش المشترك، مصدر وحدته ورسالته وطيب عيشه بروح الاخوة الانسانية.

وأعرب نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي عن حزنه العميق لغياب العلامة الشيخ عبد الأمير قبلان.

وقال: برحيله يخسر لبنان ، والطائفة الشيعية وجها دينيا ووطنيا اتسم بالاعتدال، والانفتاح، آمن بالحوار ودعا دائما إلى كلمة سواء، متسلحا بايمان عميق، متمسكا باهداب الوحدة الوطنية التي طبعت مسيرة حياته،ونبذ التفرقة ، وكان يكرز بحب لبنان ، ويدفع إلى التلاقي بين ابنائه، وتغليب مصلحته العليا، وترسيخ روح المواطنة الصالحة، وجمع إلى التقوى دماثة الاخلاق ومحبة آلاخر، واكتنز إلى فهمه الصحيح للدين قيما انسانية سامية، جعلته مرجعا وملاذا لكل اللبنانيين على اختلاف مشاربهم الدينية والسياسية، فكنوا له مشاعر المودة والاحترام.

وأضاف: بغيابه يطوى علم من أعلام لبنان والاسلام ، ما كان يوما الا رسول خير وسلام في مرحلة هي واحدة من أخطر المراحل التي مر بها وطننا عبر تاريخه. فباسمي واسم مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية أصدق مشاعر العزاء اسوقها إلى اللبنانيين جميعا، والى أبناء الطائفة الشيعية الكريمة، وعائلته، سائلا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يفسح له بين الصديقين الابرار، فيبقى ذكره مؤبدا، وأثره مخلدا، وهو ما كان يوما الا نسمة خير ويدا رفيقة يقود الناس إلى منابع الفضيلة ، بما أمتلك من تواضع ومحبة هما من شيم كبار اهل الورع والتقوى. رحمه الله رحمة واسعة."