لبنان في مجلس الأمن: إثبات حقّ ضد إسرائيل لا أكثر

من أبسط القواعد الديبلوماسية طلب لبنان عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن بعد الاجتياح السيبراني الحربي" الذي مارسته إسرائيل. فبعد مشهد لم يعرفه تاريخ المواجهات المفتوحة بين إسرائيل والحزب منذ عام 1982 إلى اليوم، استنفرت وزارة الخارجية والمغتربين قنوات اتصالاتها بالدول الصديقة، ولا سيما الجزائر العضو غير الدائم والتي طلبت عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي بعد ظهر اليوم الجمعة.

ويقول وزير الخارجية سابقا عدنان منصور إن المطلوب تأكيد لبنان أولا أن العدوان الإسرائيلي الأخير تجاوز الأعراف والقوانين الدولية حتى في زمن الحرب، "لأن ما ارتكبته إسرائيل هو جريمة موصوفة ضد المدنيين تحت ستار أن الاجهزة التي تم تفجيرها تتبع لعناصر في "حزب الله". ومن الدلائل التي سيقدمها لبنان سقوط أعداد من الشهداء المدنيين والجرحى من النساء والأطفال، فضلا عن عاملين في القطاع الصحي والدفاع المدني".

ويرى منصور أن ما أقدمت عليه إسرائيل هو "تخطي قواعد الحرب، وحتى في المعارك ثمة قوانين دولية لا تلتزمها تل ابيب وتخرقها على الدوام".

ماذا على لبنان أن يقدم في هذه الجلسة؟

يوضح منصور لـ"النهار" أن "التركيز يجب أن يكون على تحميل المسؤولية لأعضاء مجلس الأمن أولا حيال هذه الجريمة وتبيان أن ما فعلته إسرائيل هو عدوان سافر ضد الإنسانية وجريمة حرب. وعلى الدول التي تحمل قرار الفيتو أن تتخذ موقفا حاسما مما يجري في المنطقة بغية منع تكراره، لأن ما تقوم به إسرائيل يؤدي إلى فتح أبواب جهنم في الإقليم كله، وسيتعدى الإطار اللبناني- الإسرائيلي. وبالتأكيد فقد أعد الوفد اللبناني الواجبات المطلوبة منه".

من المرجح أن أميركا وبريطانيا على الأقل من بين الدول الأعضاء لن تأخذا بموقف لبنان، ويعلق منصور على ذلك: "حتى لو لم تتبنّيا موقف لبنان ولم يتخذ قرار في مجلس الأمن، من الضروري أن يثبت لبنان موقفه لئلا يظهر غير مبال بالجريمة التي ترتكبها إسرائيل على أرضه وضد شعبه. وكل ما في الأمر أن القرار الذي سيتخذ سيكون هشا وسيدعو إلى ضبط النفس والكلام المعسول، ولن توجه إدانة إلى إسرائيل. ويجب أن يتخذ القرار بتسعة أصوات من أصل 15. وإذا حمل أي إدانة لإسرائيل فستسارع أميركا إلى طرح الفيتو. وقبل أن يصدر القرار ستظهر مواقف لينة تدعو أفرقاء النزاع إلى التهدئة. ورغم كل ذلك على لبنان أن يواجه، وإذا لم يذهب إلى مجلس الأمن فهذا يعني أنه راض عن الوضع، وهذا يؤدي إلى إشكالية في الداخل، أي أن الدولة ترضى بما تقوم به إسرائيل ولا ترضى بما تقوم به المقاومة".

ولا يتوقع منصور أن تقدم روسيا والصين على فعل أمر كبير حيال لبنان، "لأن القرار يحتاج إلى إجماع الدول الـ5 الكبرى وهذا غير متاح. وتثبت كل القرارات المهمة التي ترتبط بلبنان والقضية الفلسطينية أو الشرق الاوسط أن أميركا تطرح الفيتو عندما تشعر بأن القرار يمس إسرائيل. والدليل أنه منذ سنة 1972 قدمت أميركا 47 فيتو في وجه مشاريع في مجلس الأمن ضد قرارات ترتبط بالشرق الأوسط والقضية الفلسطينية والصراع العربي - الاسرائيلي".