عون يستثمر السنّة انتخابيًا.. والورقة الخليجية تنتظر نصرالله

كتب منير الربيع في المدن:

لم تكن صيغة الردّ اللبناني على الورقة الخليجية مرضية لدول الخليج. لا سيما أن صياغة الردّ بدت للمملكة العربية السعودية وكأنها "تهريبة". إذ حاول الرؤساء الثلاثة البحث في آليات الردّ في ما بينهم من دون طرحها على طاولة مجلس الوزراء، بسبب رفض حزب الله مناقشتها. وهذا بحدّ ذاته يمثّل ضعفاً في الدولة اللبنانية أو الحكومة التي لم تتمكن من البحث في الورقة رغم أهميتها.

 

في انتظار نصرالله
وقد يكفي ذلك ليكون الجواب اللبناني مرفوضاً من دول الخليج، وخصوصاً المملكة العربية السعودية. لكن ذلك لا يعني أن إجراءات تصعيدية تعقب الرفض. فكحدّ أدنى ستوجه أجوبة واضحة لكل من يطالب بدعم لبنان: اللبنانيون لا يساعدون أنفسهم، فكيف تكون مساعدتهم ممكنة؟
ولا بد من ترقب ما يصدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب. والموقف العربي سيتبعه موقف لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، الإثنين. وهو أجّل إطلالته لما بعد الاجتماع. وهنا لا بد من ترقّب موقفه وفي أي سياق سيكون، وهل هناك احتمال للتهدئة، أم أنه سيستكمل تصعيده ضد دول الخليج، في محاولة منه للمزيد من الاستفزاز.

 

عون يستثمر انتخابياً
في المقابل ينصب التركيز العربي والدولي في هذه المرحلة على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها. وتضج الكواليس السياسية بمداولات داخلية وخارجية حول ضرورة إجراء الانتخابات في 15 أيار. وبعد قرار الرئيس سعد الحريري بالعزوف عن المشاركة في الانتخابات، وردت إشارات ديبلوماسية حول الاستمرار في التحضير للانتخابات وعدم التلكؤ، وعدم استخدام موقف الحريري ذريعة لتأجيلها. وتطغى الحسابات الانتخابية على القوى كلها، وصولاً إلى حدّ زيارة ميشال عون إلى دار الفتوى.

وهي زيارة انتخابية بامتياز، أراد منها عون إعادة وصل ما انقطع مع السنّة، والتأكيد على أنهم ركن أساسي في لبنان، ولا بد من استمرار العلاقة بهم، إضافة إلى استثماره في الخلافات بين جمهور تيار المستقبل والقوات اللبنانية. وحركة عون تنطوي في الأشهر الأخيرة المتبقية من ولايته على تقديم نفسه بأنه المبادر إلى تعزيز العلاقات مع الجميع.

 

ميقاتي والسنيورة
ولا بد من تسجيل زيارة مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان إلى السرايا الحكومية، ولقائه الرئيس نجيب ميقاتي، وبعدها المشاركة في صلاة الجمعة مع ميقاتي وفؤاد السنيورة، وصدور موقف واضح بعدم التوجه إلى مقاطعة الانتخابات النيابية. وهذا مؤشر على الاستعداد داخل البيئة السنية لخوض الاستحقاق وترتيب التحالفات والوضعية السياسية، ما بعد قرار الحريري.

ولا تخفي مصادر متابعة وجود اهتمام عربي بالاستحقاق الانتخابي، خصوصاً أن إجراء الانتخابات في موعدها ورد كشرط أساسي من شروط الورقة الخليجية. وهذا يعني أن التركيز على الانتخابات له أهداف متعددة، أهمها تخيير اللبنانيين بين حزب الله وإيران، أو استعادة العلاقات الجيدة مع الدول العربية. وهذا الموقف العربي الواضح، يقابله إصرار غربي وأميركي على ضرورة إجراء الانتخابات.

وكان لافتاً تحرك السفيرة الأميركية في اتجاهات عدة، إضافة إلى زيارة وفد من السفارة الأميركية عكار، ولقاء نواب من كتلة المستقبل، كمؤشر على تحفيز السنّة على خوض الانتخابات، وعدم الارتكاس إلى قرار الحريري. والحركة الأميركية لا تخرج عن فحوى الموقف الذي صدر قبل أيام عن الخارجية الفرنسية، التي اعتبرت أن قرار الحريري بالانسحاب السياسي لا يجب أن يؤثر على الاستحقاقات الدستورية، وتحديداً الانتخابات.