شتلة الجنوب بين صمودها من الاعتداءات الاسرائيلية واسعارها

المزارع الجنوبي الذي يزرع "شتلة الصمود "اي شتلة التبغ التي يعتاش منها اغلبية المزارعين الجنوبيين تسمى بهذا الاسم لابقاء هذه الزراعة موجودة وعدم الاستعاضة عنها بزراعة بديلة اقل كلفة وعرقا وتضحية لكنها اكثر مردودا، يبدو ان هذا العام واقع بين "شاقوفين": الاول الاعتداءات الاسرائيلية التي تستخدم القنابل الحارقة والتي تلاحق الجنوبي وشتلته لتحرقها وتحرق الاخضر واليابس في المحافظة الصامدة، والثاني الاسعار المتدنية التي تقدمها ادارة حصر التبغ والتنباك والمقدرة ب ٦ دولارات بينما المفروض ان تكون اكثر من ١٠ دولارات نظرا للكلفة التشغيلية العالية التي يتكبدها هذا المزارع الجنوبي.


واذا كانت "اسرائيل" لا ترحم في اعتداءاتها التي تشمل البشر والحجر وشتلة الجنوب فقد شعرت ادارة الريجي مع هذا المزارع فرفعت السعر من دولار واحد من ٥،٥ دولارات في السنة الماضية الى ٦ دولارات مع العلم وكما يقول رئيس اتحاد نقابات العاملين في زراعة التبغ والتنباك حسن فقيه ان السعر العالمي هو بين ٢،٥٠ و٤،٥٠ دولار للكلغ الواحد، كما اقدمت على تقريب موعد تسليم المحاصيل التبغية كيلا يتعرض هذا المزارع لخسارة جنى عمره من جراء هذه الاعتداءات .

 

 

ادارة حصر التبغ والتنباك اقدمت على عملين لتجنب الخسائر للمزارعين الاول انها قدمت موعد تسليم شراء محاصيل التبغ ٢٠ يوما بعد ان بدأت الاعتداءات الاسرائيلية تستهدف البشر والحجر وشتلة الجنوب حيث تعرض عدد من المزارعين لحرق محاصيلهم من جراء القذائف الاسرائيلية التي اصابتها والثاني ان ادارة الريجي رفعت سعر الكلغ من التبغ من ٥،٥ دولارات الى ٦ دولارات تحسسا لما يتعرض له الجنوبي اليوم ولتخفيف معاناته وعدم خسارة جنى عمره، الا ان بعض المزارعين شكوا من تدني هذا المبلغ بالنسبة لما تكبدوه خلال العام في ظل الانهيار المالي والاقتصادي وطالبوا برفع السعر الى ١٠ او ١٢ دولارا من اجل تأمين صمودهم وصمود شتلتهم بينما بعض المزارعين اعربوا عن امتنانهم لخطوة الريجي التي تبقى الخصم والحكم مع العلم ان التسعير يأتي من وزارة المالية كونها هي من تحدد الاسعار دون غيرها وهذا ما ادى بالبعض الى رفض تسليم محاصيلهم التبغية والى الاستغناء عن زراعة هذه الشتلة والتفتيش عن بديل لها يؤمن له ولعائلته المردود الذي يطمح اليه في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها وهذا ما ادى الى تراجع عدد المزارعين الذين يزرعون هذه الشتله والمساحات المزروعة .

يقول رئيس اتحاد نقابات العاملين في زراعة التبغ والتنباك ونائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه ان ادارة حصر التبغ والتنباك برئاسة ناصيف سقلاوي ليست مقصرة تجاه المزارعين حيث اقدمت على تقديم موعد تسليم المزارعين ٢٠ يوما بسبب الاعتداءات الاسرائيلية وتعيين اماكن خلفية لتسليم هذا المحصول في حال ساءت الامور الامنية على الشريط الحدودي حيث يوجد بعض مزارعي التبغ واليوم نحن على ابواب الانتهاء من تسليم المحاصيل رغم الحرب الدائرة في الجنوب حيث تمكن المزارع اللبناني من قبض ثمن محاصيله.

اما بالنسبة لاسعار التبغ فقد رفعت ادارة الريجي سعر الكلغ الى ٦ دولارات بعد ان كان ٥،٥ دولارات تحسسا مع ازمة المزارع وهذا سعر ملائم لما نحن عليه خصوصا ان الريجي تشتري بالدولار بعد ان كانت تشتري المحصول بالليرة اللبنانية، وكفى مزايدات بانه مفروض ان تشتريه ب١٠ دولارات نحن نتمنى ذلك ولكن هذا اقصى ما يمكن ان تقدمه ادارة الريجي ضمن المعطيات المتوافرة لديها .

ويضيف فقيه: هذه الزراعة انتعشت بعد توقيع اتفاق الطائف وبعد تسلم الرئيس نبيه بري رئاسة مجلس النواب والرئيس رفيق الحريري رئاسة الحكومة وتسلم ناصيف سقلاوي وفريق الادارة الجديدة للريجي التي اعتبرها ادارة ذهبية لانها من الادارات القليلة التي ترفد الخزينة بالاموال كما انها لم تقصر مع المزارع سابقا وكانت الاسعار بين ٧ و٩ دولارات على سعر ١٥٠٠ ليرة للدولار الواحد بينما اليوم يتراوح السعر عالميا بين ٢،٥٠ و٤،٥٠ دولار للكلغ الواحد .


واعتبر فقيه ان هذه الزراعة هي زراعة عائلية بيتبة تحقق الارباح لكن عندما تتحول الى زراعة استثمارية والى اعتماد بعض التجار على ضمان الرخص فانها لن تحقق الارباح في ظل ارتفاع الكلفة التشغيلية لهذه الزراعة .

ولم ينف فقيه ضرورة دعم الدولة لهؤلاء المزارعين وشتلتهم كما كانت تفعل سابقا، كما ان ادارة الريجي دعمتهم عن طريق شق الطرق الزراعية وانشاء الابار الارتوازية والبرك الاصطناعية وتأمين البنية التحتية عن طريق مشروع التنمية الريفية وشراء الالات للمزارعين والاسمدة ويا ليت لدينا ادارات مثلها ترفد الخزينة بالاموال وتعمل بطريقة سليمة وصحيحة مع وجود مفوض للحكومة لديها ومراقب لعقد النفقات، كما قامت بخطوات نوعية للنهوض بصناعة هذه الزراعة حيث انشأت ١٣خطا انتاجيا رغم حالات التهريب التي كانت تتم .

وقال فقيه: نحن نريد المحافظة على هذه الشتلة لانها جزء من الامن الغذائي الوطني وجزء من حياة المواطن الجنوبي وبالتالي مفروض دعم هؤلاء المزارعين عن طريق اعطاء قروض لهم بفائدة صفر في المئة خصوصا ان الدراسات دلت وركزت على ضرورة دعم القطاع الزراعي كما الصناعي والسياحي املا ان الاسعار التي تشتريها الريجي من المزارعين سترتفع في السنة المقبلة وما يليها وتستمر صعودا لمصلحة هؤلاء.

وكانت الريجي قد اوضحت :

-إن أسعار التبغ مدعومة بشكل معروف للقاصي والداني وهي أعلى من أسعار العام الماضي انطلاقا من تحسس الادارة لمعاناة المزارعين ومساعدة لهم في مواجهة الواقع الاقتصادي الصعب في ظل غياب تام لمرافق الدولة مع العلم ان الاسعار تصدر بقرار من وزير المالية.

‏‎ -إن أسعار الموسم الحالي لاقت ترحيبا وقبولا كبيرا من جميع المزارعين وفي كل لجان الشراء والتي جرى زيارتها هذا الأسبوع من المدير العام المهندس ناصيف سقلاوي وبوجود المسؤولين المعنيين بالشراء. علماً ان الأسعار عند إقرارها جرى التنسيق مع النقابات والهيئات المعنية.

إن الفئة التي تشكو من أسعار التبغ المعتمدة هي في الحقيقة فئة من التجار الذين لا ‏يزرعون مباشرة بل يستأجرون عمالا ومزارعين غير لبنانيين ويطالبون بأكثر مما يستحقون. وأننا ناسف لما ورد منهم لما فيه من مجافاة للحقيقة.