داغر: نعمل على جبهة تضمّ النواب المستقيلين ومجموعات الثورة ولقوى السلطة أقول: لا تُجرّبونا

لفت الأمين العام لحزب الكتائب سيرج داغر الى ان الاحتلال السوري حكم لبنان لفترة طويلة وكان الحاكم الفعلي وبعد مقاومتنا في 14 آذار اندحر السوريون من لبنان، لكنني أفضل مناكفاتنا الداخلية اللبنانية من دون ان يترحّم أحد على وجود السوري.   

وقال داغر ضمن برنامج "بيروت اليوم" عبر mtv: "عندما رحل السوري عن لبنان بقيت الطبقة التي كانت تعمل معه وفيها تحالف ميليشيا ومافيا، مشددًا على أن الحاكم الوحيد والقادر على الرفض وقول لا بشكل فعلي ووضع الفيتوهات وتغيير المعادلة هو حزب الله، لكنه بنى شراكة مع الأفرقاء الآخرين قوامها السلاح وعمله من ضمن الاقليم وكل ما له علاقة بالسياسة الخارجية والسياسة الدفاعية، أي هو يضع لبنان في صراعات لا تنتهي ولبنان على الأجندة الايرانية، موضحًا أن حزب الله ذراع إيرانية بعناصر لبنانية، مشيرًا إلى ان كثيرين يقولون المقاومة اللبنانية فيما حزب الله لا يدعي انه مقاومة لبنانية بل المقاومة الاسلامية في لبنان أي فرع من منظومة، وفي الجهة الثانية هناك الأفرقاء الاخرون الذين يهتمون بالمناصب والتي تبدأ برئاسة الجمهورية، فمن يصنع الرئيس هو حزب الله، وصولا الى المراكز الوزارية والكتل النيابية من ثم المتعهدين والمدراء العامّين وبعض المصارف وبعض القضاة".   

 وأشار إلى أن جزءًا كبيرًا من أصحاب المصارف في لبنان هم إما وزراء او مرتبطون بالسلطة موضحًا أن للمنظومة راعيًا هو رياض سلامة الذي يغطي كل ممارساتها وتركيباتها.

أضاف: "إذًا المنظومة هي تحالف المافيا والميليشيا، موضحا ان المليشيا هي حزب الله، والمافيا هي الأفرقاء الاخرون الذين يضعون أيديهم على البلد ونحن نسمّيهم نادي الستة أي: الثنائي المسيحي، الثنائي الشيعي الأكثرية السنية والأكثرية الدرزية".

وردًا على سؤال ذكرّ داغر  اننا في حكومة "مرقلي تمرقلك" خضنا معركة ضد سوكلين والسدود وغيرها واستقال وزراؤنا منها لأنهم رفضوا ان يكونوا شهداء زور.

ولفت الى اننا امام هول جريمة انفجار المرفأ، استقلنا من مجلس النواب، لافتا الى ان كل النواب الذين استقالوا من البرلمان أدركوا انهم غير قادرين على التغيير من الداخل.

واكد أن الشعب لم يعد يريد هذه الطبقة السياسية وعليها أن ترحل، معتبرًا انه في اليوم الذي قرّر ثلاثة أفرقاء من 14 آذار انتخاب رئيس جمهورية من 8 آذار انقطع خيط الصراع السيادي.

وقال: "الكل وقّع على الموازنات البهلوانية وعلى قانون انتخاب أعطى "حزب الله" الأكثرية النيابية والكل وافق على المطامر وخطة الكهرباء وعلى سلسلة الرتب والرواتب، والكل انتخب الرئيس عون وكل هذا أوصل البلد إلى هذا الدرك، والكل شركاء ،مذكرًا باننا عندما حذّرنا من الوصول الى ما وصلنا اليه اتهمونا بأننا شعبيون".

اضاف: "الرئيس عون قدّم وعدًا بأننا ذاهبون الى جهنم وحتى اللحظة الاوتوستراد سالك باتجاه جهنم".

واعتبر داغر ان أحزاب الطوائف ارتعبت في بداية الثورة ولا تعرف أن تلعب لعبة الاصلاح بوجه الفساد بل لعبة المسيحيين بوجه الإسلام.

واكد الامين العام لحزب الكتائب ان ما من فريق في الثورة مقبول من كل افرقاء الثورة، لأن الثورة تتكون من مليوني لبناني رافضين للطبقة، لكن لا يعني ان لهم رأيًا واحدًا من كل المطالب، مشددا على ان الثورة هي حالة رفض، مشيرا الى أننا نعمل على جبهة تضمّ النواب المستقيلين والمجموعات التي وُلدت من رحم الثورة ونحن فخورون بالاجتماع معهم وبأفكارهم ونجتمع معهم بشكل دوري.

وشدد على ان أوّل حاجز يجب كسره هو الحاجز الطائفي، مشيرا الى أننا نعمل مع مجموعات من الثورة على أهداف السيادة والاصلاح والتغيير ونتقدّم في خطوة إنشاء جبهة معارضة لن يذوب فيها أحد.

واكد أننا مع دولة مدنية بالكامل تبدأ بإنشاء مجلس شيوخ والهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية وقانون موحد للأحوال الشخصية، مشددا على أننا مع المسار باتجاه الدولة المدنية من دون مواربة.

وعن انتخابات اليسوعية قال: "انتصارنا الأوّل هو الـ11 طالبًا الذين ربحوا 11 مقعدًا في عدد من كليات جامعة القديس يوسف".

وردًا على سؤال قال: "أنا أفضل نائبًا من قوى التغيير يتمتّع بصفتين: غير فاسد وغير تابع لأي دولة ولو لم أكن أتفق معه، إذ يمكننا ان نبين نقاط الاختلاف داخل مجلس النواب".

وشدد على انه لا يمكننا العمل مع مَنْ لا يعتبرون موضوع السيادة موضوعًا أساسيًا، ومثله موضوع الإصلاح الذي يبدأ باستقلالية القضاء واستعادة الأموال المنهوبة والـِAudit على كل المؤسسات ورفع السرية المصرفية عن السياسيين وعائلاتهم والمتعهدين.

واكد داغر انه لا بد من تكوين جبهة ووضع مفاهيم وتحديد المعركة، ومن المهم التحضير للاستحقاق النيابي.

وهنّأ داغر المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان على قرار الإدعاء على رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وعدد من الوزراء، داعيًا إياه ليتوسع أكثر في التحقيقات والادعاءات، وقال: "ليس هناك طائفة أو موقع يمكن أن يختبئ وراءها كلّ من تسبب بانفجار 4 آب، فمن فجّر اللبنانيين وقادهم الى الموت لا يجوز له ان يختبئ في أي موقع كان".

 ولفت الى ان أي نقاش حول قانون الانتخابات ربّما يقودنا الى تأجيل الانتخابات ولذلك نحن مستعدون لخوض الانتخابات وفق القانون الحالي لأنه قادر على تحقيق التغيير، علمًا اننا الوحيدون الذين صوّتوا ضد هذا القانون.

واوضح ردا على سؤال عن قانون الانتخابات: "نحن نعتبر أنّ القانون الانتخابي سيئ ولكن لا يُقنعوا الناس بقانون جديد ليُمددوا للمجلس الحالي، لافتا الى أنه سيكون هناك 60 في المئة من القوى التغييرية في المجلس النيابي الجديد حتى إذا أجريت الانتخابات وفق القانون الحالي".

ووجّه انذارًا للسلطة مفاده: "في حال تم الذهاب باتجاه تأجيل الانتخابات النيابية، فلن يكون هناك حدود لما يمكن أن نقوم به، من إقفال للطرقات أو العصيان مدني وغيرها من الأمور والأيام ستبثت ذلك".

ورفض داغر تخويف اللبنانيين بالفتنة وقال: "ما من شيء اسمه فتنة ولن نخاف منهم إذا قرّروا إرسال ميليشيا حرس المجلس، فنحن لم نخف ممّن هم اكبر منهم".

وعمّا يحصل الآن أشار الى ان كل ما يفعلونه اليوم بموضوع الدعم هو شراء الوقت وسيُخيروننا بين المجاعة أو تمويل الدعم من ودائعنا وفي الحالتين لن نسكت.

حكوميا أكد داغر ان  اللبنانيين يريدون حكومة مستقلة بالكامل عن الطبقة السياسية، واضاف: "على المدى القصير أنا متشائم لأن الوقائع تثبت أن أفرقاء السلطة لم يتعلموا شيئا وهم يعتمدون الأسلوب نفسه، فالرئيس سعد الحريري طرح لوزارة الطاقة اسمًا نظيفًا وعريقًا ويعيش في الخارج وهو اقتصادي ناجح لكنهم رفضوه لأنه سيفضح مغارة علي بابا".

وتابع: "هم يفضلون الإتيان بخامس مستشار من وزارة الطاقة، فقد بدأوا ب18 ساعة كهرباء، ثم 16 بعدها 12 و8 واليوم يريدون المجيء بالمستشار الخامس ليقضي كليا على التيار الكهربائي".

وعن رؤيته للمرحلة القادمة اعرب عن أسفه لأننا سنبقى كما نحن إلا إذا حل الوعي واستيقظ المسؤولون على هجرة اللبنانيين وعلى انهم لا يستطيعون شراء الدواء، لافتا الى ان الوالد يسرق الحليب من الصيدلية ليُطعم طفلته، لكن للأسف المسؤولون "بلا مخ"، فالناس تشحذ وهم غير مبالين".