خفايا ضربة مصياف للعلن.. علامات استفهام وسط نفي إيراني

بعد أن تكشفت تفاصيل جديدة عن الضربات الجوية المجهولة التي استهدفت محيط مدينة مصياف بمحافظة حماة وسط سوريا ليل الأحد الماضي، يبقى تبادل التصريحات سيد الموقف.
لم تكن عادية أبداً
فقد أفادت مصادر إسرائيلية بأن تلك الضربات لم تكن كغيرها من مئات الاستهدافات الأخرى التي لطالما نفّذتها تل أبيب منذ سنوات في سوريا.

وأكد هذا الكلام تقرير أميركي جديد قال إن إسرائيل بدأت عملية مصياف بغارات جوية من البحر المتوسط ومناطق أخرى، طالت حمص وحماة وطرطوس، وفقاً لموقع "أكسيوس".

ثم خصصت المدينة التي تأوي مواقع عسكرية وأمنية هامة، بضربات جوية أعمق، مشددا على أن الضربات لم تكن كالاعتيادية، إذ لحقتها عملية إنزال جوي، نفّذتها قوات نخبة إسرائيلية تابعة لوحدة "سايريت ماتكال" ذاك اليوم.

وتابع أن القوة وصلت منشأة عسكرية كبيرة حاولت إسرائيل تدميرها مرارا في الماضي، إلا أنها لم تفلح لأنها استهدافها جاء من الجو وهي منشأة عسكرية بنتها إيران بالتعاون مع الجيش السوري تحت الأرض، وهو ما يوافق ما كشفته "القناة 14" الإسرائيلية عن العملية.

وأوضح أن القوة وصلت المنشأة وباغتت حراسا سوريين يعملون بها واشتبكت معهم وقتلتهم كونه كان هجوماً مفاجئاً لم تتوقع القوة السورية أن يلحقه إنزال جوي.

ثم قامت بتفخيخ الموقع، بعد أن كانت مروحيتان في السماء تغطيان الهجوم.

وأكد أن إسرائيل دمرت المنشأة ووصلت إلى وثائق سرية واختطفت عناصر بينهم أخصائيين إيرانيين.

إلا أن هذا الكلام لم يوافق عليه الإيرانيون، إذ نفت وكالة تسنيم الإيرانية التقارير عن أسر إيرانيين في سوريا على يد قوات إسرائيلية.

وأضافت نقلا عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الاثنين، أن كلام الكلام عن تعرض أحد المراكز التابعة لإيران في سوريا لاستهداف، عار عن الصحة.

واعتبر المسؤول الإيراني أن الرواية المتداولة "غير صحيحة على الإطلاق".

عملية إسرائيلية لتدمير مصنع صواريخ إيراني في سوريا
بدوره، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع "العربية/الحدث" أن أكثر من 22 لقوا حتفهم في تلك الهجمات، أغلبهم عسكريون سوريون وإيرانيون.

وأوضح أن هذا المركز يعمل منذ سنوات تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني، من أجل تطوير صواريخ قصيرة المدى ومسيرات، على عكس ما يشاع بأنه يجري أبحاثا نووية.

كما شدد على أنه يضم فريقاً من الخبراء العسكريين الإيرانيين المشاركين في إنتاج أسلحة.

علامات استفهام كبيرة
عن هذه الحادثة، لفت رياض قهوجي مستشار "العربية/الحدث" للشؤون العسكرية والتسلح، أن هذا الاستهداف لم يكن الأول بالنسبة لتلك المنطقة، إذ طالتها ضربات إسرائيلية كثيرة.

إلا أنه لفت إلى أن الجديد أن إسرائيل دمرت عبر فرقة الكومندوز منشأة تحت الأرض، وذلك لأول مرة.

كما رأى أن وصول طائرات هلكوبتر إلى هذا العمق من الداخل السوري وتفخيخ المنطقة ثم ضبط الوثائق واختطاف أخصائيين إيرانيين لو تأكد، فإن ذلك يمثل اختراقا استخباراتيا متقدما جداً، وثقة إسرائيلية بأن تل أبيب تستطع الوصول لما تريد.
وشدد على أن نجاح تلك العملية لو تأكد، فإنه يترك علامات استفهام حول غياب الدور السوري والإيراني وبالطبع جماعة حزب الله عما حدث.

وركّز على أن منشأة مصياف منشأة قديمة جداً كانت صنعت على مدار سنوات طويلة صواريخ بعيدة المدى شكلت هاجسا لإسرائيل.

تكثيف الغارات
يشار إلى أن إسرائيل التي غالباً ما تلتزم الصمت حول الضربات في سوريا، لم تصدر أي تعليق رسمي حول الحادث، علماً أنها كثفت غاراتها خلال السنوات الماضية، على ما تصفها بأهداف مرتبطة بإيران في سوريا.

كما تصاعد عدد تلك الغارات منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر الماضي.

أما أبرز هجوم على الأراضي السورية منذ الحرب في غزة، فكان قصف السفارة الإيرانية بدمشق في أبريل الماضي، الذي أدى حسب طهران إلى مقتل 7 مستشارين عسكريين بينهم 3 من كبار القادة.