خبير في الأمن السيبراني يحدّد سيناريوهات الخرق المُحتملة في المطار

في نهاية يوم أمس الأحد، وفي الساعات الأخيرة لعطلة الأعياد المخصصة للمدارس ولعدد من القطاعات الإنتاجية، ومبدئياً بعد مغادرة العدد الأكبر من المغتربين الذين عادوا إلى لبنان في موسم عيديّ الميلاد ورأس السنة، وعلى الرغم من المخاطر الكثيرة التي فرضتها وما زالت تفرضها الحرب الدائرة في جنوب لبنان، شخصت عيون المواطنين اللبنانيين نحو مطار رفيق الحريري الدوليّ الذي تحوّلت شاشته على مدار ساعات إلى منصة لتوجيه الرسائل إلى "حزب الله" وأمينه العام السيد حسن نصرالله.

وعلى عكس ما هو متداول، علمت "النهار" أنّ الشاشات الإلكترونية المخصصة لتحديد مواعيد رحلات الذهاب والإياب عادت إلى عملها الطبيعي المنتظم، ولا صحة لأي خبر يفيد بأنه تم استبدالها بلوائح ورقية أو غير ورقية.

 

هل يمكن تحديد المسؤوليات في عملية اختراق المطار؟

وبعيداً من اللوحات الإلكترونية وعودة الحياة إليها، أكّد رئيس لجنة الخبراء الفنيين والرقميين في شبكة التحوّل والحوكمة الرقمية في لبنان الدكتور جمال مسلماني في حديث مع "النهار" أن "عملية الاختراق يمكن أن تكون داخلية، كما يمكن أن تكون خارجية في الوقت نفسه، وتحديد طبيعتها يعتمد على مدى استخدام أجهزة المطار لشبكة الإنترنت، إذ إنه وفي المطارات غالباً ما يتم وصل الأنظمة الإلكترونية على شبكات خاصة مشابهة لشبكة الإنترنت (تقدم طبيعة عمل مشابهة لما يقدمه الإنترنت)، أو يتم وصل جزء منها على شبكة الإنترنت من دون سواه".

وأضاف: "في حال كان الخرق داخلياً، فهذا يعني أن إمكانية تحديد الفاعل سهلة إلى حدٍّ كبير، إذ أن الأنظمة الإلكترونية المماثلة لنظام المطار غالباً ما يتم تزويدها بأنظمة تحدّد وبشكل دقيق جداً مختلف العمليات التي تحصل عليها". 

ورأى مسلماني أن "فرضية أن تكون عملية الاختراق فردية أي ناتجة عن عمل فردي ممكنة إلى حدّ كبير، لاسيما أن أنظمة الحماية الإلكترونية المتبعة في المؤسسات الرسمية اللبنانية ومن ضمنها المطار ضعيفة إلى حدّ ما وذلك نتيجة البنى التحتية المتعلقة بالإنترنت في لبنان ونتيجة غياب بعض القوانين والأنظمة المطلوبة". 

واعتبر أنّ "إمكانية تكرار الخرق واردة في حال لم يتم اعتماد الإجراءات اللازمة"، مشيراً إلى أنه "لا بد من انتظار الأجوبة التي ستقدمها الأجهزة الأمنية المختصة".

 

حمية: لا يمكن تحديد مصدر الاختراق حالياً 

وفي أوّل تعليق رسمي على حادثة المطار، أعلن وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية أن الاختراق في الأمس أحدث أضراراً والقوى الأمنية ستقوم باستكمال تحقيقاتها لتحديد كيف حصل الخرق ومصدره".
واعتبر أنّ "حتى الساعة لم يتم تحديد طبيعة الاختراق"، قائلاً: "لا أستطيع أن أقدّم أي إجابة بشأن ما إذا كان الخرق في المطار قد حصل من الداخل أو الخارج".
وأكد أنه لم يحدث أيّ تأخير في حركة الطائرات إثر حادثة الخرق، وسجلنا مغادرة 3000 شخص خلال الساعات الماضية، والخرق لن يؤثر على حركة الطيران.
وأوضح أن مصدر الاختراق لا يمكن أن نجيب عنه حالياً والجهات المختصة تتابع تفاصيله، مشيراً إلى أن 90 في المئة من الأعمال عادت إلى طبيعتها والمطار مستمر في عمله وقمنا بحصر الأضرار الناجمة عن عملية الخرق.
وإذ لفت إلى أن "لا توقيفات حتى الساعة، جدد التأكيد أنه من خلال نوعية الخرق يمكن تحديد مصدره والأجهزة الأمنية تتابع التفاصيل والتحقيقات، مضيفاً: "لم نحدّد بعد الجهة المسؤولة وإسرائيل عدوّ مطلق".
وأشار إلى أن "70 في المئة من شاشات المطار عادت للعمل بشكل طبيعي".

 

رسائل إلى نصرالله باسم الرب والشعب

وفي الأمس تعرّضت الشاشات الإلكترونية التي تعرض مواعيد المغادرة والوصول في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت إلى قرصنة إلكترونية ظهرت معها على الشاشات رسائل إلى "حزب الله" وأمينه العام السيد حسن نصرالله، باسم "الرب والشعب"، تُطالبهما بعدم إقحام لبنان في حرب وتتهمهما بإدخال السلاح عبر المطار.

وتزامن هذا الأمر مع تعطّل نظام تفتيش الحقائب bhs، وعملت فصيلة التفتيشات في قوى الأمن الداخلي في المطار إلى العمل على تطبيق الخطة البديلة وإبقاء الحركة طبيعية في المطار مع كل الأجهزة الأمنية والإدارية العاملة في المطار. وبعد وصول رسائل على هواتف بعض المواطنين مفادها أنّ شركة طيران الشرق الأوسط تطلب من المسافرين التقيّد بإرشادات الأجهزة الأمنيّة، أوضحت مصادر الشركة أنها لم تصدر أي بيان بهذا الخصوص بعد تعطيل شاشات العرض في المطار، علمًا أنّ الشركة تُخطر ركابها عبر الإيميل أو sms بحال حدوث أي طارئ ولكنها لم تُرسل رسالة بهذا الخصوص الآن.