حزب الكتائب يودع غدا جورجيت أنطون في مشوارها الأخير

يودع حزب الكتائب عضو المكتب السياسي السابق جورجيت أنطون في كرم سدة في قضاء زغرتا غدا.

بعد نضال دام أكثر من 70 عاما أسلمت جورجيت أنطون الروح تاركة الكتائب في أياد أمينة.

في أوائل خمسينات القرن الماضي انخرطت جورجيت أنطون في الحياة الحزبية في إقليم طرابلس الكتائبي الى جانب المرحلة الأولى في تأسيس الشمال، تحديدا في طرابلس وزغرتا الزواية والبترون، مع الشيخ يوسف الضاهر وجود البايع وايفت الضاهر وغيرهم كثر.

في عام 1958 أنخرطت في التدريبات العسكرية التي كانت تقام للحفاظ على لبنان الكيان، في الستينيات والسبعينات من القرن الماضي لعبت دورا مهما على صعيد الحزب لاسيما في مصلحة الشؤون النسائية آنذاك. وكانت من ضمن الفريق العمل من الرئيس المؤسس الشيخ بيار الجميّل ورئيس مجلس أقاليم الشمال الشيخ يوسف الضاهر.

مع اندلاع شرارة الحرب كانت جورجيت أنطون عضوا في المكتب السياسي، فكان لها دور فاعل في إتخاذ قرارات مصيرية، وبعد إغتيال رئيس اقليم زغرتا الزاوية الكتائبي جود البايع وأحداث الشمال في عام 1978، كانت جورجيت أنطون ملجأ لآلاف المهجرين الكتائبيين من الشمال.

وعملت على مساعدتهم في تأمين المسكن واحتياجات الحياة الصعبة في أصعب مرحلة من تاريخ لبنان الحديث.

وخلال حرب المئة يوم التي فتحها الاحتلال السوري على المنطقة الشرقية، رفضت جورجيت أنطون مغادرة الأشرفية فبقيت مع رفاقها متنقلة بين مجلس الأمن الكتائبي والبيت المركزي وبيت الكتائب في الأشرفية، تعمل على مساعدة الأهالي وكانت السند والدعم لهم حتى اندحر جيش الاحتلال عن المنطقة الشرقية.

بعد إتفاق الطائف ويوم وقع كل لبنان تحت قبضة الاحتلال، استمرت في المقاومة والنضال رافضة أن يحيد الحزب قيد أنملة عن المبادىء التي أرساها الرئيس المؤسس، ورفضت كل أنواع الانحرافات فانضمت إلى ما عرف حينها الى هيئة الانقاذ والمعارضة الكتائبية التي رأسها آنذاك الرئيس السابق للحزب الدكتور ايلي كرامة.

ومع عودة الوزير الشهيد الشيخ بيار الجميّل ومن ثم عودة الرئيس أمين الجميّل، عادت جورجيت أنطون الى كنف الشرعية التي كانت مسلوبة وعادت عضوا في المكتب السياسي، وأضحت رمزا من رموزنا الكتائبية التي نذرت كل حياتها لإعلاء شأن الكتائب وفي خدمة لبنان.

وقبيل إنطلاقة الانتخابات الحزبية في عام 1992 قالت: "لحزب الكتائب رصيد تاريخي ومعنوي لذلك كل الدول ان كانت اقليمية أو دولية تعرف أن حزبنا ديمقراطي ولديه رصيد في لبنان".

وأضافت: "داخليا وخارجيا يتتبعون أخبار حزب الكتائب ويجوز أن يفرحوا أو لا فالكتائب تقوم بتقييم مصلحتها وليس مصلحة الشخص".

برحيل جورجيت أنطون تطوى صفحة مناضلة لم ترد أي شيء لنفسها، لا بل أعطت كل شيء في سبيل القضية التي آمنت بها، وعاشت الانتصارات والانكسارات ورحلت مؤمنة بالله والوطن والعائلة.