جنوب ساخن يفتتح السنة وتحذير فرنسي متجدّد من تفاقم الوضع

بين رتابة المواقف الداخلية الموروثة من مختلف الازمات التي يعاني منها لبنان والمخاوف المتصاعدة بإزاء الوضع المتفجر عند الحدود الجنوبية مع إسرائيل ، مر اليوم الأول من السنة 2024 بتصعيد متواصل في وتيرة المواجهات الحربية بين إسرائيل و"حزب الله" في الجنوب حيث تتنامى معالم اتساع المواجهات مرات كما تبدل نوعية الاستهدافات واستعمال الأساليب التدميرية مرات أخرى.

وامس كان دور بلدة كفركلا حيث استهدفها قصف إسرائيلي من خلال سلسلة غارات جوية على عدد من بلدات وقرى القطاع الأوسط ولا سيما منها كفركلا حيث دمر منزل بشكل كامل ومركبا وميس الجبل وقد سقطت قرب مستشفى ميس الجبل قذيفة في موقف للسيارات أدى تطاير شظاياها إلى أضرار مادية . ونعى"حزب الله" ثلاثة من عناصره سقطوا في القصف الإسرائيلي على كفركلا وهم حسين احمد يحيى وموسى حسن شيت وجهاد موسى شيت . ورد الحزب مساء على قصف كفركلا بإطلاق عدد من الصواريخ في اتجاه مواقع ومستوطنات إسرائيلية قبالة المنطقة الحدودية .

وإذ تعود الحركة السياسية ودورة الحياة العادية اليوم بعد عطلة رأس السنة تبدو الأنظار موجهة الى تقصي حقيقة ما تردد في الأيام الأخيرة عن تدخل أميركي جديد في ملف الحدود اللبنانية الإسرائيلية كافضل وأضمن السبل لاعادة تبريد الجبهة الجنوبية ومحاولة الذهاب مجددا الى حل حدودي ثابت وتاريخي من خلال وساطة الترسيم البري التي سيتولاها كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين في تحرك مكوكي جديد بين لبنان وإسرائيل في الأسابيع القليلة المقبلة .

وتشير المعطيات في هذا السياق الى ان أي شيء جدي في شأن الملف الرئاسي لم يتبلور بعد سواء حول تحرك فرنسي جديد او للمجموعة الخماسية في حين ان الرهان يبدو مجديا اكثر على التحرك الأميركي لتبريد الجبهة الجنوبية اقله في الفترة القريبة .

وقد زار وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو قاعدة دير كيفا في جنوب لبنان حيث أجرى محادثات مع رئيس أركان الجيوش والجنود الفرنسيين المنتشرين ضمن قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل).

وأعلن لوكورنو أمام 700 جندي قبل أن يشاركهم عشاء بمناسبة رأس السنة أن "هذه المهمة يمكن أن تصبح خطيرة جداً". وأضاف تحت خيمة نصبت في القاعدة على بعد حوالي عشرة كيلومترات من الحدود بين إسرائيل ولبنان "سيكون دربنا مزروعاً بالشكوك في الأسابيع والأيام المقبلة".

وبحث لوكورنو وقائد الجيش العماد جوزف عون مهمة قوة يونيفيل و"كيف يمكن الاستمرار في ممارسة المهمة في ضوء اوضاع متدهورة وكيف نحمي الجيش اللبناني وعناصر يونيفيل في مهامهم".وقال للقوات بشأن الوضع في الشرق الأوسط "كل ذلك ما زال يغرقنا في هاوية".

وقبل مغادرته إلى باريس يعتزم الوزير الفرنسي لقاء العماد عون مجددا اليوم الثلثاء لمناقشة المساعدة التي اقترحتها فرنسا للقوات المسلحة اللبنانية مع تسليم العديد من الآليات المدرعة.

وكان العماد جوزف عون تفقد قيادة فوج التدخل الخامس في كفردونين، حيث اطّلع على المهمات المنفَّذة في سياق التطورات عند الحدود الجنوبية. كما التقى الضباط والعسكريين وقدم لهم التعزية بالرقيب عبد الكريم المقداد الذي استشهد جرّاء تعرّض مركز عسكري تابع للجيش في العديسة - الجنوب للقصف الإسرائيلي إلى جانب إصابة عدد من العسكريين. واعتبر عون أن "صمود عناصر الفوج وسائر الوحدات المنتشرة في الجنوب أمام التحديات الراهنة مهم لأبناء المنطقة"، مشيدًا بتضحياتهم، ولافتًا إلى أن "تفانيهم مع رفاقهم في أداء مهماتهم طمأن اللبنانيين خلال الأعياد".

بعدها انتقل إلى قيادة وحدة احتياط قائد اليونيفيل في دير كيفا، حيث التقى وزير الجيوش الفرنسيةسيباستيان لوكورنو. ونوّه العماد عون بجهود عناصر الوحدة وسائر عناصر اليونيفيل، واحترافهم وتضحياتهم في أداء الواجب، مشددًا على أهمية التعاون بين الجيش واليونيفيل ضمن إطار القرار 1701، بخاصة خلال الظروف الاستثنائية الحالية.

في سياق متصل وزعت السفارة الفرنسية في لبنان، رسالة تهنئة من القائم بالأعمال لدى سفارة فرنسا في لبنان السفير هيرفي ماغرو، لمناسبة العام الجديد 2024، جاء فيها قوله "كنت أود أن أوجه إليكم رسالة التهنئة هذه في جو أقل وطأة. إن الحرب التي تجري في غزة، والتي تمتد بالفعل إلى جنوب لبنان، هي من أخطر الأزمات التي اجتازها الشرق الأدنى، وهي تعرض أمن هذا البلد واستقراره إلى تهديد حقيقي. ويجري ذلك في الوقت الذي يواجه فيه لبنان منذ سنوات عدة أزمة إقتصادية لا سابق لها، وهي أزمة تفاقمت منذ عام من جراء الفراغ المؤسساتي وما أدى إليه من تفكك للدولة".

أضاف: "في هذه المحن، تبقى فرنسا على إلتزامها التام إلى جانبكم، وهي وفية لتاريخنا المشترك ولروابط المودة القوية التي تجمع بين بلدينا. وهذا الإلتزام يهدف أولا إلى تجنب تصعيد إقليمي سيكون كارثيا بالنسبة إلى لبنان المنهك القوى. نحن نؤدي منذ سنوات دورا حاسما من أجل الحفاظ على استقرار جنوب لبنان، لا سيما في إطار قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي يشكل ركيزة هذا الاستقرار، كما من خلال مساهمتنا في قوات اليونيفيل. وأوجه تحية خاصة اليوم إلى الرجال والنساء الذين يشكلون عديد هذه القوات. ونحن سنواصل حشد جهودنا أكثر من أي وقت مضى بهدف حث جميع الأطراف على ضبط النفس والعمل مع جميع الأفرقاء للمساهمة في عودة الاستقرار بشكل مستدام. ويهدف هذا الالتزام أيضا إلى إيجاد حل للأزمة السياسية التي تتسبب بشلل المؤسسات والدولة، فمن دون هذا الحل لن يكون من المستطاع بذل أي جهد من أجل التعافي الجدي للبلاد. وهذا مغزى المهمة التي أوكلها رئيس جمهوريتنا إلى جان-إيف لودريان. إذ يقع على عاتق رئيس الجمهورية العتيد أن يجمع اللبنانيين، وأن يرمم أواصر الثقة مع المجتمع الدولي، وأن يعمل مع حكومة جديدة على الإصلاحات الضرورية للخروج من الأزمة، ونحن سندعمه ونواكبه في هذا المسعى. كما أننا نواصل وسنظل نواصل بذل الجهود مع شركائنا الدوليين لتقديم دعم مشترك للبنان، وهذا ما يعبر عنه حاليا من خلال أعمال المجموعة الخماسية بشكل خاص. ويهدف هذا الالتزام أخيرا إلى مساعدة الشعب اللبناني على مواجهة الصعاب التي يصادفها كل يوم، وإلى التحضير معا لنهوض البلاد. لقد بذلنا منذ بداية الأزمة جهودا إستثنائية للتصدي لحالات الطوارئ الإنسانية ودعم المؤسسات الصحية والقوى الأمنية والدفاع المدني، بالإضافة إلى دعم المدارس والجامعات والإبداع الثقافي، فهنا تكمن ثروة لبنان الحقيقية، واللغة الفرنسية تحتل مكانة مميزة على هذا الصعيد. وعندما يتم تجاوز الشلل المؤسساتي، سنكون أيضا إلى جانبكم لدعم التعافي الاقتصادي الذي يتعين على السلطات اللبنانية المستقبلية أن تعكف عليه".

بين رتابة المواقف الداخلية الموروثة من مختلف الازمات التي يعاني منها لبنان والمخاوف المتصاعدة بإزاء الوضع المتفجر عند الحدود الجنوبية مع إسرائيل ، مر اليوم الأول من السنة 2024 بتصعيد متواصل في وتيرة المواجهات الحربية بين إسرائيل و"حزب الله" في الجنوب حيث تتنامى معالم اتساع المواجهات مرات كما تبدل نوعية الاستهدافات واستعمال الأساليب التدميرية مرات أخرى. وامس كان دور بلدة كفركلا حيث استهدفها قصف إسرائيلي من خلال سلسلة غارات جوية على عدد من بلدات وقرى القطاع الأوسط ولا سيما منها كفركلا حيث دمر منزل بشكل كامل ومركبا وميس الجبل وقد سقطت قرب مستشفى ميس الجبل قذيفة في موقف للسيارات أدى تطاير شظاياها إلى أضرار مادية . ونعى"حزب الله" ثلاثة من عناصره سقطوا في القصف الإسرائيلي على كفركلا وهم حسين احمد يحيى وموسى حسن شيت وجهاد موسى شيت . ورد الحزب مساء على قصف كفركلا بإطلاق عدد من الصواريخ في اتجاه مواقع ومستوطنات إسرائيلية قبالة المنطقة الحدودية .
وإذ تعود الحركة السياسية ودورة الحياة العادية اليوم بعد عطلة رأس السنة تبدو الأنظار موجهة الى تقصي حقيقة ما تردد في الأيام الأخيرة عن تدخل أميركي جديد في ملف الحدود اللبنانية الإسرائيلية كافضل وأضمن السبل لاعادة تبريد الجبهة الجنوبية ومحاولة الذهاب مجددا الى حل حدودي ثابت وتاريخي من خلال وساطة الترسيم البري التي سيتولاها كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين في تحرك مكوكي جديد بين لبنان وإسرائيل في الأسابيع القليلة المقبلة . وتشير المعطيات في هذا السياق الى ان أي شيء جدي في شأن الملف الرئاسي لم يتبلور بعد سواء حول تحرك فرنسي جديد او للمجموعة الخماسية في حين ان الرهان يبدو مجديا اكثر على التحرك الأميركي لتبريد الجبهة الجنوبية اقله في الفترة القريبة .
وقد زار وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو قاعدة دير كيفا في جنوب لبنان حيث أجرى محادثات مع رئيس أركان الجيوش والجنود الفرنسيين المنتشرين ضمن قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل).
وأعلن لوكورنو أمام 700 جندي قبل أن يشاركهم عشاء بمناسبة رأس السنة أن "هذه المهمة يمكن أن تصبح خطيرة جداً". وأضاف تحت خيمة نصبت في القاعدة على بعد حوالي عشرة كيلومترات من الحدود بين إسرائيل ولبنان "سيكون دربنا مزروعاً بالشكوك في الأسابيع والأيام المقبلة".
وبحث لوكورنو وقائد الجيش العماد جوزف عون مهمة قوة يونيفيل و"كيف يمكن الاستمرار في ممارسة المهمة في ضوء اوضاع متدهورة وكيف نحمي الجيش اللبناني وعناصر يونيفيل في مهامهم".وقال للقوات بشأن الوضع في الشرق الأوسط "كل ذلك ما زال يغرقنا في هاوية".
وقبل مغادرته إلى باريس يعتزم الوزير الفرنسي لقاء العماد عون مجددا اليوم الثلثاء لمناقشة المساعدة التي اقترحتها فرنسا للقوات المسلحة اللبنانية مع تسليم العديد من الآليات المدرعة.

وكان العماد جوزف عون تفقد قيادة فوج التدخل الخامس في كفردونين، حيث اطّلع على المهمات المنفَّذة في سياق التطورات عند الحدود الجنوبية. كما التقى الضباط والعسكريين وقدم لهم التعزية بالرقيب عبد الكريم المقداد الذي استشهد جرّاء تعرّض مركز عسكري تابع للجيش في العديسة - الجنوب للقصف الإسرائيلي إلى جانب إصابة عدد من العسكريين. واعتبر عون أن "صمود عناصر الفوج وسائر الوحدات المنتشرة في الجنوب أمام التحديات الراهنة مهم لأبناء المنطقة"، مشيدًا بتضحياتهم، ولافتًا إلى أن "تفانيهم مع رفاقهم في أداء مهماتهم طمأن اللبنانيين خلال الأعياد". بعدها انتقل إلى قيادة وحدة احتياط قائد اليونيفيل في دير كيفا، حيث التقى وزير الجيوش الفرنسيةسيباستيان لوكورنو. ونوّه العماد عون بجهود عناصر الوحدة وسائر عناصر اليونيفيل، واحترافهم وتضحياتهم في أداء الواجب، مشددًا على أهمية التعاون بين الجيش واليونيفيل ضمن إطار القرار 1701، بخاصة خلال الظروف الاستثنائية الحالية.
في سياق متصل وزعت السفارة الفرنسية في لبنان، رسالة تهنئة من القائم بالأعمال لدى سفارة فرنسا في لبنان السفير هيرفي ماغرو، لمناسبة العام الجديد 2024، جاء فيها قوله "كنت أود أن أوجه إليكم رسالة التهنئة هذه في جو أقل وطأة. إن الحرب التي تجري في غزة، والتي تمتد بالفعل إلى جنوب لبنان، هي من أخطر الأزمات التي اجتازها الشرق الأدنى، وهي تعرض أمن هذا البلد واستقراره إلى تهديد حقيقي. ويجري ذلك في الوقت الذي يواجه فيه لبنان منذ سنوات عدة أزمة إقتصادية لا سابق لها، وهي أزمة تفاقمت منذ عام من جراء الفراغ المؤسساتي وما أدى إليه من تفكك للدولة". أضاف: "في هذه المحن، تبقى فرنسا على إلتزامها التام إلى جانبكم، وهي وفية لتاريخنا المشترك ولروابط المودة القوية التي تجمع بين بلدينا. وهذا الإلتزام يهدف أولا إلى تجنب تصعيد إقليمي سيكون كارثيا بالنسبة إلى لبنان المنهك القوى. نحن نؤدي منذ سنوات دورا حاسما من أجل الحفاظ على استقرار جنوب لبنان، لا سيما في إطار قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي يشكل ركيزة هذا الاستقرار، كما من خلال مساهمتنا في قوات اليونيفيل. وأوجه تحية خاصة اليوم إلى الرجال والنساء الذين يشكلون عديد هذه القوات. ونحن سنواصل حشد جهودنا أكثر من أي وقت مضى بهدف حث جميع الأطراف على ضبط النفس والعمل مع جميع الأفرقاء للمساهمة في عودة الاستقرار بشكل مستدام. ويهدف هذا الالتزام أيضا إلى إيجاد حل للأزمة السياسية التي تتسبب بشلل المؤسسات والدولة، فمن دون هذا الحل لن يكون من المستطاع بذل أي جهد من أجل التعافي الجدي للبلاد. وهذا مغزى المهمة التي أوكلها رئيس جمهوريتنا إلى جان-إيف لودريان. إذ يقع على عاتق رئيس الجمهورية العتيد أن يجمع اللبنانيين، وأن يرمم أواصر الثقة مع المجتمع الدولي، وأن يعمل مع حكومة جديدة على الإصلاحات الضرورية للخروج من الأزمة، ونحن سندعمه ونواكبه في هذا المسعى. كما أننا نواصل وسنظل نواصل بذل الجهود مع شركائنا الدوليين لتقديم دعم مشترك للبنان، وهذا ما يعبر عنه حاليا من خلال أعمال المجموعة الخماسية بشكل خاص. ويهدف هذا الالتزام أخيرا إلى مساعدة الشعب اللبناني على مواجهة الصعاب التي يصادفها كل يوم، وإلى التحضير معا لنهوض البلاد. لقد بذلنا منذ بداية الأزمة جهودا إستثنائية للتصدي لحالات الطوارئ الإنسانية ودعم المؤسسات الصحية والقوى الأمنية والدفاع المدني، بالإضافة إلى دعم المدارس والجامعات والإبداع الثقافي، فهنا تكمن ثروة لبنان الحقيقية، واللغة الفرنسية تحتل مكانة مميزة على هذا الصعيد. وعندما يتم تجاوز الشلل المؤسساتي، سنكون أيضا إلى جانبكم لدعم التعافي الاقتصادي الذي يتعين على السلطات اللبنانية المستقبلية أن تعكف عليه".