جديد ضربة مصياف.. إنزال جوي إسرائيلي في حماه واعتقال إيرانيين ومصادرة ملفات

بعد الضربات الجوية المجهولة التي استهدفت محيط مدينة مصياف بمحافظة حماة وسط سوريا ليل الأحد الاثنين الماضي، تكشفت معلومات جديدة.

فقد أفادت مصادر إسرائيلية اليوم الخميس أن قوات إسرائيلية خاصة نفذت عملية إنزال جوي في سوريا قبل يومين، وصادرت بعض الملفات والوثائق من مبنى تابع للحرس الثوري الإيراني ودمرت مبنى البحوث العلمية التابع للجيش السوري يتم فيه تطوير الصناعات العسكرية - التكنولوجية الفائقة بمساعدة إيرانية، وفق "القناة 14" الإسرائيلية.

غير مسبوق

فيما قال المحلل العسكري السوري أسعد عوض الزعبي لـ"العربية/الحدث" إن إسرائيل اعتقلت 3 إيرانيين خلال غارة في سوريا.

وأضاف أن مصادر مجهولة كشفت الخميس أن الهجوم الإسرائيلي على مصياف ليل الأحد الاثنين تضمن هجوماً برياً كبيراً وغير مسبوق. حيث وفرت مروحيتان غطاء جوياً، بينما قامت مروحية ثالثة بإنزال قوات كوماندوز قتلت أفراداً سوريين وإيرانيين واعتقلت ما يصل إلى 4 إيرانيين.

"تأجيج الشكوك"

كما أردفت المصادر، حسب الزعبي، أن عملية اعتقال الخبراء الإيرانيين تسلط الضوء على الموقف، مما قد يمنح إسرائيل معلومات استخباراتية قيمة حول العمليات الإيرانية في سوريا والمنطقة.

فيما لفتت إلى أن محمد عباس، وهو مساعد رفيع المستوى في الأمن، كان من بين القتلى، مشيرة إلى أن "تأخر جهود الإنقاذ من قبل النظام وعرقلة سيارات الإسعاف أدت إلى تأجيج الشكوك حول تواطؤ النظام أو تقاعسه المتعمد"، وفق رأيها.

تفاصيل الهجوم

يذكر أن مصدرين من أجهزة مخابرات بالمنطقة كشفا الاثنين أن "مركز البحوث العلمية العسكري الخاص بإنتاج أسلحة كيماوية تعرض للقصف عدة مرات"، حسب رويترز.

في حين اتهم مصدر عسكري سوري "إسرائيل بشن غارات جوية من اتجاه شمال غربي لبنان حوالي الساعة 23.20 من مساء الأحد، مستهدفة عدداً من المواقع العسكرية في المنطقة الوسطى"، وفقاً لـ"سانا".

كما أضاف المصدر أن "الدفاعت الجوية السورية تصدت للصواريخ الإسرائيلية وأسقطت بعضها" لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل.

من جهته، أفاد مدير المشفى الوطني في مصياف أن 43 أصيبوا في الهجمات، وهناك عدد منهم في حالة حرجة.

22 قتيلاً

في المقابل، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع "العربية/الحدث" أن أكثر من 22 لقوا حتفهم في تلك الهجمات، أغلبهم عسكريون سوريون وإيرانيون.

وأوضح أن هذا المركز يعمل منذ سنوات تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني، من أجل تطوير صواريخ قصيرة المدى ومسيرات، على عكس ما يشاع بأنه يجري أبحاثا نووية.

كما شدد على أنه يضم فريقاً من الخبراء العسكريين الإيرانيين المشاركين في إنتاج أسلحة.

تكثيف الغارات

بموازاة ذلك، لم يصدر أي تعليق من إسرائيل التي غالباً ما تلتزم الصمت حول الضربات في سوريا. علماً أنها كثفت غاراتها خلال السنوات الماضية، على ما تصفها بأهداف مرتبطة بإيران في سوريا.

كما تصاعد عدد تلك الغارات منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بغلاف غزة في السابع من أكتوبر الماضي.

أما أبرز هجوم على الأراضي السورية منذ الحرب في غزة، فكان قصف السفارة الإيرانية بدمشق في أبريل الماضي، الذي أدى حسب طهران إلى مقتل 7 مستشارين عسكريين بينهم 3 من كبار القادة.