جان فغالي عن اغتيال جو بجاني: الشرعية سقطت مضرَّجةً بدمائها قبل ان يسقط زوزو مضرَّجًا بدمائه

 علّق مدير الأخبار في المؤسسة اللبنانية للإرسال جان فغالي على حسابه على "فيسبوك" على حادثة اغتيال المصور جو بجاني فكتب: "لا يعرف جورج يوسف ناصيف لا يعرف شيئًا ...

" عمو جورج " هو والد الشهيد زوزو ... نعم الشهيد . ففي الكحالة يولَد المرء بطلًا ويموت شهيدًا .

وحيدًا على شقيقاته : جنفياف وبرناديت وملكة وماري...

في منزل " الشحَّار " وُلِد وترعرع ، في ذاك المنزل الحجري المسقوف بالتراب والمزروع بين الاشجار ، تعلَّم قساوة الحياة من والده يوسف ، الصلب ، ومن والدته تليجة الممتلئة إيمانًا وعطفًا وحبًّا .

من ذلك المنزل في الشحار ، وهو أول منزل في الضيعة من جهة بسوس ، كأنه السور الذي يُزنِّرها ، إنتقل إلى المنزل الذي بناه في الكحالة ، وكانت معه في البناء ذاته شقيقته جنفياف التي أخذت الصلابة من يوسف والحنيّة من تليجة .

فرح جورج حين رُزِق بمَن سيحمل إسمَ الوالد : يوسف ، فكان زوزو وجو وجوزيف ، ما هَمّ ، المهم أن يوسف عاد ... ولكن ويا لسخرية القدَر ، جورج بقي وحيدًا بين شقيقاته ، وزوزو بقي وحيدًا مع شقيقته .

لعل اجمل قهقهة في الكحالة كانت لجورج ، وأجمل ابتسامة كانت لزوزو ، وما يجمع بين الأب والإبن أنهما " خَدومَيْن "، يصعب ان يقصدهما احدٌ على خدمة ولا يلبيانها ، كما ما يجمع بينهما أنهما لم يؤذيا " نملة " ...

لم ينَل المرض من جورج لكن القَدَر غدره بأعز مَن عنده : زوزو ، حامل إسم والده يوسف . وكيف ؟ بابشع انواع الغَدْر: قتْلًا بكاتم للصوت في قلب البلدة وكأن تصفيته طعنةً في قلب الكحالة ، هذه البلدة التي عاندت الأقدار ، ولم تزل ، منذ نصف قرن ، ولم تنل منها لا " جيوش " ولا مرتزقة ولا أَغراب ، فجاء كاتم الصوت ليحاوِل النيل منها .

إنه التحدي ليس لأبناء البلدة ، وهُم اسياد التحدي ، بل للشرعية، فحين يسقط شابٌ أمام منزله ، منتظرًا فلذتَي كبده آية وتالا ، فتسبقهما رصاصات الغدْر ، فإن الشرعية هي التي تكون قد سقطت مضرَّجةً بدمائها ، قبل ان يسقط زوزو مضرَّجًا بدمائه" .

 https://www.facebook.com/jean.feghali.75/posts/10157364496561394