جائحة الحرب تصيب اللبنانيين... هل التموين المنزلي ضرورة؟

خلال الحروب وقبل اندلاعها، يفكر الناس في غريزة البقاء بالدرجة الأولى التي تتمثّل بالأمان والغذاء. وفيما دخل لبنان قلب المشهد الأمني والعسكري الحاصل في فلسطين، سؤال واحد يجمع عليه جميع اللبنانيين الآن: هل يجب أن نقوم بالتموين الغذائي؟


يؤكد نقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد، في حديثه لـ"النهار"، أنّ عدداً من السوبرماركت، ولا سيما في بيروت وشمالها وبشكل مركّز في الجنوب، شهد إقبالاً وحركة لافتة من المواطنين الذين قاموا بالتموين الغذائي على امتداد أيام السبت والأحد والاثنين، خوفاً من اندلاع الحرب. لكن هذه الحركة انحسرت وعادت إلى طبيعتها في السوبرماركت، فالناس شعروا بنوع من الخوف المفرِط وشكّلوا نوعاً من هجمة مع بداية الحرب يوم السبت. 

 أكثر ما تم تموينه هو الزيت النباتي والمعلبات والحبوب، أي المنتجات التي لا تتلف بسرعة وذات الصلاحية الطويلة الأمد. ففيما خاف الناس أن تنقطع البضائع، يؤكد فهد أنّ "البضائع موجودة، وما دام البحر مفتوحاً أمامنا، فلا خوف من انقطاع البضائع ولا مشكلة في التموين".


ويضيف أنّ "المخزونات الموجودة في المستودعات كافية ولا داعي أبداً للهلع، حتى الساعة". 


وحالياً، عادت الحركة في السوبرماركت إلى طبيعتها، بحسب فهد، مشيراً إلى أنّه "لا ضرورة لاتخاذ أي إجراءات استباقية الآن، ونبقى على ضوء التطورات".


من جانبه، وجواباً عن سؤال الناس الموحّد من الجميع، هل يجب القيام بالتموين الغذائي؟ يجيب رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي لـ"النهار" أنّ "الجواب لا ينحصر بنعم أو لا، فحتى الآن، مخزونات التجار والمستوردين تكفي لثلاثة أشهر قادمة على الأقلّ، ولا داعي للتهافت على شراء المواد الغذائية وتخزينها لأن الإمدادات موجودة ومعها سلاسل التوريد والتمويل، ومَن هو خائف من انقطاع البضائع، يجب أن يطمئن بأنّها لن تنقطع في الفترة المقبلة".


وبرأي بحصلي، هناك اشخاص يخافون من أن تندلع الحرب، بحيث تتقطّع سبلهم للوصول إلى نقاط البيع وشراء المواد الغذائية، وهنا يصبح الأمر خارجاً عن إرادتنا لكن نقاط البيع والمخازن مكدَّسة بالبضائع، ولا سيما أنّنا على أعقاب موسم صيفي موّن فيه التجار المواد الغذائية بكميات كبيرة، والبضائع كثيرة في الأسواق وفي المخازن ومن كل الأصناف".


ولفت بحصلي إلى أنّ أسعار المواد الغذائية لن تتأثر بأحداث غزة وقد حافظت على استقرارها.


لكن هل يمكن التحدّث عن التوقّف عن الاستيراد من جراء أي تطورات أمنية؟ يرى بحصلي أنّ أي "توقّف عن الاستيراد ستظهر تداعياته بعد 3 أشهر من التوقف وليس فوراً، لذلك نؤكّد أنّ مخزوناتنا كافية للأشهر المقبلة". لكن إذا تطوّرت الأمور إلى الأسوأ لجهة حدوث حرب أو خضّات أمنية كبيرة قد تؤدي إلى تداعيات سلبية على المطار والمرفأ، عندها سيكون لنا حديث آخر.


وعمّا إن كان التجار يقومون بزيادة الاستيراد تحسّباً لأي انقطاع من جراء احتمال اندلاع الحرب، يشرح بحصلي أنّ "المستورِد الحكيم لا يزيد من مخاطرته خلال الحرب، لا بل على العكس، خلال الحروب، لا تزيد كميات المواد الغذائية المستورَدة، وما لا نجده في نقاط البيع، يكون حتماً مخزّناً في المنازل".


وعن اتخاذ أي إجراءات استباقية، يرى بحصلي أنّ الأمور تسير على ما يرام ولا لزوم لاتخاذ أي إجراء. ويتذكّر بحصلي الحرب الأخيرة التي شهدها لبنان في تموز 2006، فحينها، دارت الحرب على مدى 33 يوماً، وبعد انتهائها بحوالي شهر، عاود المرفأ حركته ولم ينقطع لبنان من المواد الغذائية طيلة فترة الحرب. بالتالي، لا ينبغي أن نخاف الآن، لكن لا يمكن توقّع مجرى التطورات الأمنية والعسكرية.