تقدم أسهم الحرب على المساعي الدبلوماسية

بدا من خلال أحداث الأيام والساعات الماضية أن الجنون الاسرائيلي مستمر بدون أي رادع، مستفيداً من انشغال العالم بملفات واستحقاقات، إن لم يكن تغاضيه وصمته عما تقترفه تل أبيب من جرائم إبادة وحرب على كل الجبهات من غزة الى جنوب لبنان مروراً بالضفة الغربية. وقد أظهر الواقع الميداني أن المساعي القائمة على غير صعيد تبدو وكأنها بدون جدوى مع حكومة اسرائيلية لا تعير وزنا لأي ضغط من هنا وأي تحرك من هناك.

ومع قتامة الصورة وضبابية المشهد السياسي الدولي لفتت مصادر أمنية لجريدة الأنباء الإلكترونية إلى تقدم أسهم الحرب على المساعي الدبلوماسية، ورأت أن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ما زال يناور لمنع الوصول الى وقف دائم وشامل لإطلاق النار، معتبرة أن الجهود التي تبذل لتهدئة الوضع في جنوب لبنان ما زالت تصطدم بنفس الشروط الاسرائيلية. وبالمقابل فإن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي شارفت على نهايتها تدفع لتحقيق وقف إطلاق النار بشكل نهائي بين اسرائيل وحزب الله والشروع بتطبيق القرار 1701 والانتهاء من عملية ترسيم الحدود البرية بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.


في غضون ذلك أنهى مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزف بوريل لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين مع بالتأكيد على ضرورة وقف التصعيد الميداني، لأن استمرار التوتر ستكون له عواقب سلبية على لبنان والمنطقة بأكملها.

وفي السياق أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى إلى أن موضوع التوتر يتعلق بالجانب الاسرائيلي وقبوله بالتفاوض الجدي لوقف إطلاق النار، لكن حتى الساعة ليس هناك من مؤشرات واضحة تشي بوجود علامات ايجابية فعلية للقبول بالهدنة، بل الحكومة الاسرائيلية ذاهبة باتجاه آخر.

وفي تعليقه على المساعي الأميركية والأوروبية لمنع توسيع الحرب والحديث عن زيارة مرتقبة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين الى اسرائيل لهذا الغرض، رأى موسى أن هذا الأمر يرتبط بمدى تقيد إسرائيل بالموقف الأميركي، مشيرًا إلى أن اسرائيل حتى الآن لم تعمل على تبريد جبهة الجنوب بل مستمرة في التصعيد على كل الجبهات، والسؤال هل الضغوط الأميركية جدية لنرى كيف سيتصرف الجانب الإسرائيلي في الايام المقبلة. 

وعن اجتماع الخماسية المرتقب الأسبوع المقبل، أشار موسى إلى أن لا شيء واضحا بعد بالملف الرئاسي بانتظار الاجتماع وما قد يحمله من أفكار جديدة تساعد على إعادة تحريك هذا الملف ومدى استعداد القوى السياسية على القبول بالحوار والاتفاق على انتخاب رئيس جمهورية. لكن مازال هناك قوى ترفض الحوار ونتمنى أن تتمكن الخماسية من الدفع باتجاه التوصل الى حل لإنجاز هذا الملف في أسرع وقت.

واستنادا إلى بعض المواقف الداخلية وإزاء جمودها عند حدود المصالح الذاتية يبدو تحرك الخماسية المرتقب صعباً، إلا إذا كانت تحمل أفكارًا متجددة من شأنها إقناع أصحاب هذه المواقف بأهمية تجاوز التفاصيل نحو حوار بناء في غياب أي بدائل عملية.