بيروت وغزة وسوريا في كاراج إعادة الإعمار وكل دولار لإيران مقابل معركة؟!

كتب أنطون الفتى في وكالة "أخبار اليوم":

تتعدّد التوصيفات، والنتيجة واحدة. فبعد إعلان الفصائل الفلسطينية "الإنتصار" على إسرائيل، وعرض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حجم الخسائر العسكرية التي أوقعها الجيش الإسرائيلي في القدرات العسكرية والصاروخيّة الفلسطينية، يُقفل المشهد على:

إعادة إعمار

*إضافة "ضحيّة" جديدة، على لائحة ضحايا انتظار نضوج اتّفاق دولي - دولي، وإقليمي - دولي، يفتح أبواب عمليّة إعادة إعمار جديدة. فقطاع غزة، بات الى جانب بيروت، التي دمّرها انفجار 4 آب الفائت، والتي تحتاج الى إعادة إعمار. كما الى جانب سوريا، وإعادة إعمارها.

*وضوح سقف مواقف الإدارة الأميركية "الديموقراطية" من إسرائيل، ومن مستقبل القضيّة الفلسطينية، من خلال تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن عَدَم وجود تغيير في التزامه بدعم تل أبيب، وأن الحزب "الديموقراطي" لا يزال يدعم إسرائيل، وأن لا سلام الى أن تعترف منطقة الشرق الأوسط بحقّ إسرائيل في الوجود، كدولة يهودية مستقلّة.

كما أشار (بايدن) الى أن حلّ الدولتَيْن هو الطريق الوحيد لتسوية النّزاع، وإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.

لبنان

* مخاوف من أن يقود كل تقدّم في المفاوضات النووية في فيينا، الى جولة تصعيد إسرائيلية ضدّ جبهة من جبهات "المُمانَعَة" في المنطقة، تسبق تحرير كميات من المليارات الإيرانيّة، كمقدّمة لاستنزاف تلك المليارات بإعادة ترميم إيران القدرات العسكرية لأذرعها.

*مخاوف من أن يصل تحريك مشروع السلام الإسرائيلي - الفلسطيني، ودخول حركة "حماس" في مسار حلّ الدولتَيْن، من باب "الأمر الواقع"، الى جعل الجبهة الجنوبيّة في لبنان، ساحة الحرب القادمة، فيما الداخل اللبناني غير جاهز لشيء، إلا للسجالات، ولنشوة توجيه وتلقّي "التبريكات"، ولتبادل "القصف التويتري" بين هذا وذاك، في أفضل الأحوال.

زوايا أربع

تحدّث مصدر واسع الإطّلاع عن "زوايا أربع لعمليات إعادة الإعمار في المنطقة، هي بيروت وغزة وسوريا واليمن. وإذا لم تكتمل صورة المستقبل السياسي في الساحات اللبنانية والفلسطينية والسورية، بوقف حرب اليمن، فإن العناصر الضّرورية لإعادة الإعمار، ولرسم مستقبل المنطقة، لن تتوفّر".

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "نجاح مفاوضات فيينا، هو أحد المقاييس الأساسية لمسارات إعادة الإعمار. فمن فيينا، ستُقسَّم المنطقة الى مناطق نفوذ، ولا بدّ من تلمُّس ذاك (النّفوذ) الذي سيكون لبنان تابعاً له، والذي سيعمل على فكّ الحصار عنه. وبالتالي، الصّراع لا يزال مستمراً حتى الساعة".

 مساعدات؟

وشدّد المصدر على أن "أكثر من جهة ستساهم في إعادة إعمار غزة. ولكن هل من إمكانيّة لذلك، في ظلّ وجود حركة "حماس" في القطاع، وقياداتها السياسية والعسكرية؟ وهل يُمكن للسلطة الفلسطينيّة أن تتحكّم بالمفاصل الأساسية لغزة مستقبلاً؟".

وأضاف:"حديث قيادات "حماس" عن انتصار، يعني أن الحركة لن تقبل بإفساح المجال أمام دور للسلطة الفلسطينية في غزة. فمن أين يُمكن أن تبدأ عملية إعادة الإعمار في تلك الحالة؟ وهل تُقدَّم مساعدات للقطاع، رغم أن "حماس" تستغلّها في العادة، لتطوير قدراتها العسكرية؟".

وتابع:"هذا الوضع يُشبه صعوبات إعادة إعمار بيروت بعد انفجار 4 آب الفائت. فمن أين تبدأ تلك العملية، إذا لم تُشكَّل حكومة لبنانية متجانسة مع المجتمع الدولي، تُعيد لبنان الى العالم من جديد؟".

لا قيمة

ولفت المصدر الى أن "الإنتخابات الرئاسية السورية، وعودة (الرئيس السوري) بشار الأسد المُعادي للغرب، الى السلطة، لن تسهّل إعادة إعمار سوريا، ولا تدفّق أموال الدول المتحمّسة للعودة الى دمشق، بالسهولة التي يفترضها البعض. وإذا تمّت تسوية في هذا الإطار، فوفق أي شروط؟".

وأكد أنه "من المُبكِر الحديث عن مسارات إعادة الإعمار على امتداد المنطقة في وقت قريب، ما لم تُستبعَد "حماس" عن التأثير في المشهد الفلسطيني، مقابل إجراء مفاوضات تنتهي باعتراف فلسطيني بدولة إسرائيلية، وباعتراف تل أبيب بدولة فلسطينية. أما إذا بقيت سطوة "حماس" على المشهد، فلا إمكانيّة لحلول، ولا لإعادة الإعمار، إذ إن قرار الحركة في إيران".

وختم: "تُبنى التسويات والسياسات في العادة، وفق مصالح الشعوب، وحقّها بالحياة، بما يؤمّن مصالح الدّول، ونموّ اقتصاداتها. ومن هذا المُنطَلَق، تتمحور الوساطات الدوليّة حول حلّ في الشرق الأوسط، يبدأ بمَنْع التنظيمات العسكرية من استسهال فتح حروب، تعرّض المدنيّين للموت والدمار".