بوطانيوس: هناك ملايين الدولارات في صناديق المدارس الرسمية فلِمَ لا تصرف على الطالب اللبناني؟

تحدث الدكتور شليطا بو طانيوس رئيس المجلس التربوي بحزب الكتائب عضو الهيئة العليا للمناهج التربوية عبر صوت لبنان ضمن برنامج "انترفيو" عن الملف التربوي والعودة الى المدارس وما يعانيه من مشاكل نعود للحديث عنها مع بداية كل عام. 

وتناول بو طانيوس مسألة المدارس الرسمية ومساهمة الـ50$ على الطالب اللبناني، فأوضح: "مجانية التعليم الرسمي  مكرّسة للطالب اللبناني لغاية الصف التاسع، انما القطاع الرسمي وبحسب احصاءات العام الماضي اظهرت ان 63 % من طلاب لبنان يتعلمون بالمدارس الخاصة و37 %يتعلمون في بالمدرسة الرسمية، فلو أننا في دولة تحترم نفسها يجب ان تكون الارقام معكوسة لان التعليم المجاني مؤمن من قبل الدولة والذي هو على مستوى راق انما للاسف في لبنان لم يعد هناك ثقة بالمدرسة الرسمية من قبل الأهالي".

وعن انعدام الثقة بالمدرسة الرسمية، شرح، مع بداية أزمة كورونا قسم كبير من المدارس الرسمية لم يستطع مواكبة التعليم عن بعد، ما أدى الى انتقال قسم كبير من الطلاب الى المدرسة الخاصة، مضيفا: ثم اتت بعدها الأزمة الاقتصادية ومسألة الرواتب ومطالبة المعلمين بحقوقهم بما يتناسب مع الوضع الاقتصادي، الأمر الذي ادى ايضا الى اقفال المدارس لفترة طويلة خلال العام الدراسي ما خلق استنزافًا وقسم كبير من الاهالي قرر نقل ابنائه الى المدرسة الخاصة.

واشار الى ان المدرسة الرسمية لديها مصاريف، ونحن بحزب الكتائب قلنا يجب دعم المدرسة الرسمية وفكرنا بسبل دعمها، متمنيًا على المؤسسات المانحة عدم نزع يدها من المدرسة الرسمية كون الدولة اللبنانية لا تتحمل مسؤولياتها.
وكشف عن معلومات تقول ان في صناديق المدارس الرسمية المخصصة لتعليم الطلاب السوريين ملايين الدولارات، سائلا: لم لا تُصرف على التلميذ اللبناني أليس هو أولى بها؟ داعيا لتوزعيها على جميع المدارس بعدل، لأنها تساهم بقسم من المصاريف التي تحتاج اليها المدرسة الرسمية.

واضاف: "إن لم تتحمل الدولة مسؤوليتها واستمرت المؤسسات الدولية بعدم الدعم عندها وبعد دراسة معمّقة نحدد ما سيدفعه التلميذ اللبناني، فالأهالي بين خيار دفع المال وبين تعليم اولادهم او ان يبقوا كل العام بالبيت فانهم سيختارون الدفع".

وأوضح ان هذه الاموال تحتاج الى موافقة من المجتمع الدولي للتصرف فيها، انما ان جرى تواصل من قبل الوزارة مع الجهات المانحة فمن المفترض التجاوب معهم، ومردفا: "مع احترامنا للتلميذ السوري فرأس مالنا هو التلميذ اللبناني".
وتابع: "لا اعتقد ان الجهات المانحة سوف تتهرب من دفع المستحقات عن العام الماضي الا اذا كانت شكوكها بمحلها، لانهم يقولون ان هناك اموالا صُرفت بطريقة غير مدروسة، داعيًا الى اجراء تحقيق شفاف لإظهار الحقيقة".

واشار الى انه ان جرت دراسة وضع صحيحة، ووضعت الجهات المانحة امام مسؤولياتها فلم لا تعطى هذه الاموال للطلاب اللبنانيين؟ مؤكدا ان حزب الكتائب الممثل بالمجلس التربوي فيه سيدعم الوزارة عندما تقدم على هذا الاجراء.
وعن المدارس الخاصة والأقساط، قال: "نبارك الاتفاق الذي حصل بين أمين عام المدارس الخاصة والنقيب برعاية وزارة التربية الذي سمح ببداية عام دراسي دون اضرابات لان المدارس الخاصة ستتحمل لغاية انتهاء عام 2024 مسألة رواتب الاساتذة المتقاعدين، فالأستاذ الذي أفنى عمره علينا الوقوف الى جانبه للعيش بكرامة، مطالبا الدولة بالقيام بدورها بما يكفل حقوق الاستاذ".
وعن الحل لهذا الملف، اجاب: "عبر سلسلة رتب ورواتب جديدة، انما اليوم الملف الذي يشغل الساحة اللبنانية الحرب في الجنوب".

 وشكر بو طانيوس لأساتذة الجنوب على كل ما يعانونه جراء هذه الحرب، لافتا الى ان هناك مبادرة ستعلن بوقتها من قبل المجلس التربوي في حزب الكتائب تجاه المعلمين والطلاب في القطاعين الخاص والعام .
وقال: "نحن في حزب الكتائب وفي ملف رواتب الاساتذة المتقاعدين كنا مع التوافق لحله".

وناشد المسؤولين ايجاد الحلول للقطاع التربوي كي لا نعود الى مسألة الاضرابات، معتبرا ان حزب الكتائب كان يطالب بوزارة التربية في الحكومات التي شارك فيها لانها الأهم ولديه رؤية وحل لبناء مواطن حقيقي.

واكد ان موضوع التفرغ في الجامعة اللبنانية مطلب محق للاساتذة الا ان البلد غارق بالزبائنية، وموضحًا انه عندما رُفع هذا الملف من الجامعة اللبنانية الى وزارة التربية كان هناك خلل بالتوزيع الطائفي، ما خلق أزمة توازن.

 واضاف: "لقد تواصلنا مع الأحزاب المسيحية لدعم هؤلاء الاساتذة وكان هناك توافق على ان يكون الحل عبر المناصفة الطائفية بينهم، داعيا لحل هذا الملف بأسرع وقت ممكن كي يبدأ العام الدراسي في الجامعة اللبنانية على وئام ولا نعود الى الاضرابات."

وختم حديثه بالمطالبة بإقرار مناهج جديدة بخاصة كتاب تاريخ يجسّد الذاكرة اللبنانية الحقيقية