بالفيديو- سيّدات الأشرفية وثقافة روجيه عازار في زمن النخب!

لا ينفكّ أركان النخبة لدى السيد جبران باسيل يفاجئوننا يوما بعد يوم بتصريحاتهم المليئة بالفكر والثقافة واحترام المرأة والمناطق اللبنانية كافة وعقل اللبنانيين، وإن ظننتم أن أقصى ما شهدتموه من هؤلاء هو ما جاء على لسان السيدة مي خريش عن الكهرباء أو اختيارها "ايران لا السعودية لأنها تجيد حياكة السجاد"، أو التحرش اللفظي للسيد غسان عطالله الذي ارتكبه مباشرة على الهواء بحق النائب بولا يعقوبيان، إلا أن ما صدر عن نائب الأمة روجيه عازار، الذي اصطفاه جبران من بين كل النخب الكسروانية وجعل مسكنه مجلس النواب مشرِّعا لابل علّامة في التشريع يسكب علمه وفكره على بني لبنان وسائر المشرق، حطّم كل الأرقام القياسية في فظاعة ما يمكن ارتكابه بحق الثقافة والإلمام بالتاريخ وقبل هذا كله بحقّ منطقة الأشرفية وسيداتها اللواتي يشرّفن السيد عازار بإنسانيّتهن وإحساسهن بالآخرين بغض النظر عن وضعهن الإجتماعي والمادي. يعني بصريح العبارة هنّ لم يصبحنَ بمركز أو منزلة اجتماعية فقط لأنهنّ حصّلن بعض الفلوس.

دُهشنا بالسيد عازار يطلّ عبر شاشة الـ otv يتحدث عمّا سمّاه "ماري روز إحدى سيدات الأشرفية التي سألوها عن الشعب الذي حرم الخبز فاذا بها، وبحسب السيد عازار، تقول لهم: فليأكلوا البسكويت" قاصدا واقعة ماري أنطوانيت. 

سيّدات الأشرفية يا سيد عازار، يا نخبة جبران، هنّ اللواتي سهرن الليالي على الشموع يدرسن ويحصّلن الشهادات، في الملاجئ يوم حوصرت ودكّت الأشرفية بنار وقذائف حلفائكم.

سيّدات الأشرفية يا سيد عازار، هنّ اللواتي أعددن الطعام للمقاومين وصمدن في أعتى الظروف.

سيّدات الأشرفية يا سيد عازار، هنّ اللواتي بالسلم أطلقن الجمعيات الإجتماعية والثقافية وأحيين المتاحف والمؤسسات العلمية وتعدادهن لا يمكن حصره في مقال واحد. يكفي أن تمرّ بالقرب من الثقافة حتى تملأ ذهنك بنتاج أعمالهنَّ.

سيّدات الأشرفية يا سيد عازار، هنّ ثائرات قلبن الطاولة على سلطة الفساد ورجال المافيا ومنطق المحاصصين وحاشيتهم من رجال الأعمال أصحاب البطون المنفوخة والمتخمة بجشع السلطة. هنّ اللواتي يقدن مجتمعنا وسيخرجنه من عتمة الجاهلية إلى نور المعرفة والكفاءة والحكم الرشيد.

أما ماري أنطوانيت التي نَصحت الشعب بأكل البسكويت فما أشبهها بعبدة القصور الذين فشلوا في تنفيذ التزاماتهم أمام شعبهم ويُمعنون فسادا بالبلاد والعباد، لا يكترثون، يسكنون قصورا مرتفعة تطلّ على بؤس اللبنانيين وأطلال الدولة وان سألتهم عن الدمار قالوا "نفضّل النظر من هنا فالنزول إلى تحت لن يغيّر شيئا" .

ما أشبه ماري أنطوانيت أيضا بالطارئين على السياسة في لبنان، يبعدون أصحاب الفكر والنضال الطويل وأصحاب الكف النظيف والعزيمة الصلبة ويستبدلونهم برجال أعمال السياسة الذين يحسبون المكاسب قبل خوض غمار المنازلات. هؤلاء هم الأشبه بماري أنطوانيت إذا لم يخجلوا وينسحبوا من حياة اللبنانين بحد أدنى من اللياقة فسيلفظهم اللبنانيون حتما بعد أن لفظهم التاريخ.

جيلبير ج. رزق