باسيل يهدد بقلب الطاولة

اشارت صحيفة "اللواء" الى ان القنابل السياسية التي أطلقها رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، سواء في القاهرة حيث شارك في اجتماعات وزراء الخارجية العرب السبت، أو في احتفال التيار بذكرى 13 تشرين في الحدث، يخشى في حال تمّ تفجيرها داخل الجلسة الوزارية، ان تنسف كل النقاشات التي جرت حول الموازنة على مدى الأسابيع الماضية، ومعها كل جهود البحث في الإصلاحات ومحاولات إخراج البلد من أزماته الاقتصادية والنقدية والتموينية المتلاحقة.

وبحسب مصادر سياسية، فإن الوزير باسيل لم يعد يرى في الأزمة التي يعانيها البلد، نتيجة الشح في الدولار، سوى انها حرب اقتصادية تشن عليه، ولم يعد يرى وسيلة للرد على التدخل العسكري التركي في الأزمة السورية، سوى عودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية، ولم يجد وسيلة لتمكين النازحين السوريين أو دفعهم للعودة إلى بلادهم سوى ان يذهب هو إلى دمشق، لكي «يُعيد الشعب السوري إليها، كما عاد جيشها على حدّ قوله»، متناسياً الزلزال الذي حدث في ذلك اليوم المشؤوم من شباط 2005، والذي لولاه لما عاد الجنرال الذي يظهر ان صهره يحن إلى الأيام الذي كان معتصماً فيها في «قصر الشعب» إلى حدّ تحريضه على ضرب الطاولة لكي يعود إليه.

لكن باسيل لم يوضح ما المقصود من قلب الطاولة وضد من؟، وان كان أقرّ ضمناً بفشل السنوات الثلاث من عمر العهد، باستثناء، ان التلويح بقلب الطاولة، يعني استعداداً عونياً للانقلاب على التسوية السياسية والانقلاب على الشراكات السياسية التي أرساها التيار، سواء مع تيّار «المستقبل» أو مع «القوات اللبنانية».

وفي تقدير أوساط سياسية، ان مواقف الوزير باسيل، سواء في موضوع إعلان استعداده للذهاب إلى سوريا، أو من تحريض الرئيس عون على ضرب الطاولة، ستكون لها تداعيات سياسية كبيرة، بدأت طلائعها بالظهور عبر المواقف التي ردّت عليه، بوضع شروط على الزيارة، ومنها تسليم مرتكبي جريمة تفجير مسجدي «التقوى» و«السلام» في طرابلس، وإلا تكون تلبية لحاجة إيرانية، على حدّ تعبير النائب السابق فارس سعيد، علماً ان الرد على مسألة عودة سوريا إلى حضن الجامعة، تولاه المكتب الإعلامي للرئيس الحريري، الذي لفت نظر باسيل إلى ان البيان الوزاري للحكومة لم يقارب مسألة عودة سوريا إلى الجامعة، بل هو كرّر التأكيد على سياسة النأي بالنفس وعدم التدخل في الشؤون العربية.

 وأكّد بيان المكتب التزام لبنان مقتضيات الإجماع العربي في ما يتعلق بالأزمة السورية، واخرها البيان الذي صدر عن الاجتماع الأخير في القاهرة.

وبحسب مصادر قريبة من الرئيس الحريري بأن الوزير باسيل لم ينسق هذا الموقف مع رئيس الحكومة، ويخشى ان يكون تفرد به، مثلما فعل مساءً في الحدث عندما أعلن استعداده لزيارة سوريا قبل طرح الموضوع على مجلس الوزراء.