انفضح أمرهم...

انفضح أمر "الزعران" في بؤرة الفساد الكبرى وزارة الطاقة والمياه. فبعد أن تم توثيق العمولات التي نتجت عن صفقة البواخر، في حلقة تلفزيونية للزميلين رياض قبيسي ورامي الأمين عبر تلفزيون الجديد، وأبطال هذه الصفقة كل من رالف فيصل المقرّب من جبران باسيل وابن شقيقة نائب رئيس تيار المستقبل سمير ضومط وفاضل رعد ممثل شركة كارادينيز، ومن يقف وراءهم من السياسيين، بمن فيهم حزب الله، الضالعين في عملية استنزاف أموال اللبنانيين بحسب ما جاء في الحلقة التلفزيونية، وفي ظل إصرار اللاعبين على متابعة العملية الاستنزافية ولو من حصة المودعين من الاحتياطي الالزامي في مصرف لبنان، بعد كل التوثيق بالأدلة والاثباتات تحرّك القضاء أخيرًا عبر النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم الذي أصدر قرارًا بتوقيف ثلاثة أشخاص في ملف إستئجار البواخر، أحالهم بعد الإدعاء عليهم الى قاضي التحقيق الأول بالإنابة في بيروت شربل بو سمرا.

وقد نشر الزميل قبيسي على حسابه على تويتر  كتب فيها: "بعد استدعائهم الى مكتب مكافحة الجرائم المالية وتبييض الاموال، اوقف المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم كلّا من وكيل شركة كارتدنيز رالف  فيصل وفاضل رعد وحسن امهز على خلفيه دفع عمولات في ملف استجرار بواخر الكهرباء وهو ما وثقه الزميل هادي الأمين في برنامج يسقط حكم الفاسد".

ليست المرة الاولى التي يفتح ملف فساد دسم في القضاء اللبناني، والآن بعد أن كسبنا معركة حصول الرأي العام والقضاء على الاثباتات الدامغة عن الذين يسرقون المال العام وينهبون البلد ومقدراته، يبقى أن تطلق معركة متابعة القضاء من قبل السلطة الرابعة والرأي العام لكي يحاسب من أوصلنا إلى القعر ولكي لا تنام الملفات في أدراج القضاة، ولم ننسَ بعد عندما سُئِلت القاضية غادة عون أمام الكاميرات عن مصير ملفات فساد عدة أمام القضاء وتزامنا مع فتحها أحد الملفات التي اتُهمت بفتحه غب الطلب، فقالت حينها: "كل هذه الملفات في جارورها" ولا ننسى أيضا أن وزير الطاقة والمياه في الحكومة السيئة الذكر وعندما سُئل عبر ال mtv عن مصير ملف الفيول المغشوش قال صراحة: "اتصل رئيس الجمهورية بالقاضية غادة عون فجمّد الملف"، انطلاقا من هنا فإن معركة متابعة الملف في القضاء والضغط لكي يصل إلى خواتيمه هي بأهمية معركة التدقيق الجنائي التي قام بها الزميلان قبيسي والأمين للحصول على مجمل تفاصيل الوسخ الذي يحكمنا.

 لذلك علينا واجب المتابعة وأنا أعرف ولن أستفيض بتفاصيل الضغوطات والتهديدات التي يتعرّض لها الزملاء الصحافيون الذين يدققون جنائيا ويوثقون ارتكابات الفساد الذي أوصلنا إلى الانهيار الذي نحن فيه، فما المتابعة والمشاركة في الضغط على القضاء لمحاسبة الفاسدين كل الفاسدين، بعيدا عن الاستنسابية والحسابات السياسية، إلا البحصة التي يمكنها أن تسند الخابية لكي نتمكن من كسر شوكة الفساد وهدم هيكل السرقة على رؤوس من فيه، لأن الانتصار في هذه الحرب هو حليف الناس المنهوبة والمخطوف لبنانها ولن يكون يومًا خشبة خلاص كارتيل المافيا والميليشيا.

للاطلاع على تفاصيل الحلقة التلفزيونية إضغط هنا