المجلس الأعلى للدفاع دعا إلى إعلان التعبئة العامة...وعون: لم نتخلّف مطلقاً عن المواجهة

بدعوة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عقد المجلس الاعلى للدفاع اجتماعا عند الساعة الرابعة عشر والنصف من بعد ظهر اليوم الأحد15آذار 2020، في القصر الجمهوري لمتابعة آخر التطورات والإجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا، حضره رئيس مجلس الوزراء ووزراء: المالية، والدفاع الوطني، والخارجية والمغتربين، والداخلية والبلديات، والاقتصاد والتجارة،والعدل والاعلام والاشغال العامة والنقل والصحة العامة. كما حضرالاجتماع، كل من: قائد الجيش، مدير عام رئاسة الجمهورية، مدير عام الأمن العام، مدير عام قوى الأمن الداخلي، مدير عام أمن الدولة، أمين عام المجلس الأعلى للدفاع، المستشار الأمني والعسكري لفخامة الرئيس، مدير المخابرات في الجيش، رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، مساعد مدير عام أمن الدولة، والوزير السابق مستشار وزارة الدفاع المحامي ناجي البستاني وممثلة رئيس الحكومة للشؤون الصحية في اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس "الكورونا"الدكتورة بترا خوري.

استهل الرئيس عون الاجتماع بعرض سريع للإجراءات والتدابير الواجب اخذها بعين الاعتبار في اطار الوقاية من فيروس "الكورونا"، بحيث اعتبر ان الحالة اصبحت تؤلف حالة طوارئ صحية تستدعي اتخاذ الاجراءات التي تنص عليها المادة 2 من المرسوم الاشتراعي رقم 102/1983 (الدفاع الوطني) المعمول به والمتمثلة بالتعبئة العامة.

ثم عرض رئيس مجلس الوزراء الاجراءات التي يجب اتخاذها وتنفيذها، وقد شدد على ان الوضع القائم اصبح يستدعي خطوات اكثر شمولية.

كما عرض وزير الصحة العامة الوضع من الناحية الاستشفائية والصحية، وطرح اهمية وضرورة متابعة الموضوع من جوانبه كافة.

ثم عرض رؤساء الاجهزة العسكرية والامنية المعطيات المتوفرة لديهم حول هذا الوباء وسبل التعاطي معها.

وبعد المداولة في الخطر الداهم المتمثل بوباء "الكورونا" الذي اضحى هاجساً حياتياً في جميع اقطار العالم، والاستماع الى ما عرضه الوزراء المتخصصون بشأن المرحلة التي وصل اليها هذا الوباء في لبنان.

قرر المجلس الاعلى للدفاع رفع انهاء الى مقام مجلس الوزراء لمواجهة هذا الخطر بالتعبئة العامة التي تنص عليها المادة 2 من المرسوم الاشتراعي رقم 102/1983 (الدفاع الوطني) مع ما تستلزمه من خطط وايضاً احكام خاصة تناولتها هذه المادة بالإضافة الى التدابير والاجراءات التي سبق واتخذها مجلس الوزراء فياجتماعاته السابقة.

وطلب في نهاية الاجتماع الى الادارات العامة والاجهزة العسكرية والامنية متابعة الاوضاع الميدانية ورفعها الى المراجع المختصة لكي يبنى على الشيء مقتضاه.

عون مفتتحا مجلس الوزراء: لن أتهاون

رئيس الجمهورية ميشال عون وفي مستهل جلسة مجلس الوزراء توجّه بكلمة للبنانيين اعتبر فيها ان لبنان يواجه اليوم وباء الكورونا الذي صنفته منظمة الصحة العالمية منذ بضعة أيام وباءً عالمياً. وهو ينتقل بطرق شتى، عابراً حدود الأنظمة الدول، ولم يتمكن العلم حتى الآن من إيجاد الوقاية أو العلاج الناجع له؛ لهذا فإنه يتطلب اتخاذ أقصى درجات الوقاية والحماية للحد من سرعة انتشاره.

وقال:"لأسابيع مضت، لم نتخلف مطلقاً عن المواجهة، بتصميم وإرادة ووعي، بشكل آني واستباقي. وقد تجنّدت مختلف القطاعات الصحية، بمتابعةٍ من دولة رئيس مجلس الوزراء واللجنة الوزارية للوقاية من فيروس الكورونا، وتم اتخاذ كل الاجراءات اللازمة بسرعة نموذجية لمواجهة مخاطر هذا الوباء والحد من انتشاره".

أضاف:"لقد كانت التدابير المتخذة وسرعة إنجازها على المستويين العام والخاص، وسط ظروف اقتصادية ومالية هي في غاية التعقيد، محطّ تقدير من قبل مرجعيات دولية، لا سيما وأنّ لبنان كان سبّاقاً في اتخاذها بالمقارنة مع دول شقيقة وصديقة، عدد سكانها أكبر كما نسبة الإصابات فيها".

ولفت عون الى انه "أمام سرعة انتشار وباء كورونا وعدم القدرة على احتوائه، وارتفاع عدد المصابين، يجتمع مجلس الوزراء بجلسةٍ استثنائية لإقرار سلسة من التدابير الاستثنائية والوقائية التي سيتم الإعلان عنها في نهاية الجلسة، لا سيما وان الحالة الراهنة  تؤلف حالف حالة طوارئ صحية تستدعي اعلان التعبئة العامة".

وقال:"أيها اللبنانيات واللبنانيون، أمام صحة كل مواطن تسقط الاعتبارات السياسية كافة؛ فالوقت ليس لتسجيل للنقاط وتبادل الاتهامات، كما أنه ليس الأوان للاستثمار السياسي. فهذا الوباء لا يميز بين موالٍ أو معارض، بين مطالب بحق أو لا مبالٍ".

أضاف:"إنّها ساعة التضامن الوطني بالنسبة إلينا جميعاً. وتضامننا هذا يجب أن نترجمه معاً، ببعديه الإنساني والمجتمعي، وبطرق مبتكرة وجديدة. فجميعنا واحد أمام أي خطر يهدد سلامة حياة أيّ من اللبنانيين، وفي أي منطقة لبنانية".

وتابع عون:"من جهتي، لن أتهاون مطلقاً في سبيل تأمين الحماية اللازمة لأيّ مواطن من هذا الوباء، والعلاج اللازم لأي مصاب به. وإني واثق أنّ مجلس الوزراء هو قلب واحد ويد واحدة الى جانب كافة السلطات المعنية من أجل تحقيق هذه الغاية. وهذا الأمر من صلب مسؤولياتنا الوطنية".

واكد ان كلا منّا مدعو ومن موقعه، الى الالتزام بالوعي والتوجيهات الطبية التي تتولّى الجهات الرسمية والطبية والإعلامية نشرها وتعميم كيفية التقيد بها... كما أنّنا مدعوون الى أنبل وأرقى مظاهر الالتزام الإنساني ببعضنا البعض وتأمين أقوى درجات الحماية، فنبتعد عن الاختلاط ونلتزم منازلنا.

وقال:"أيّها اللبنانيات واللبنانيون، أشاطر قلق كلٍّ منكم على نفسه وأهله وأحبائه، ولكن الخوف لم يكن يوماً طريقنا كلبنانيين لمواجهة الأخطار..!! ليست هذه الأيام الصعبة مهما طالت، سجناً ولا هي عقاباً، كما أنّها ليست فرصة للتوقف عن دورة الحياة والاستسلام للفراغ... فكلٌ منّا مدعو أن يواصل عمله، من منزله، بالطريقة التي يراها مناسبة، فتستمر عجلة التحصيل للطالب، والعمل للعامل، وتبقى المؤسسات حية وفاعلة قدر المستطاع".

أضاف عون:"أيها اللبنانيات واللبنانيون، فلنغتنم هذه الأيام، مهما طالت، ولنؤكد أننّا شعب واحد جدير بالحياة، وقادر على التغلّب على صعابها، للجسم الطبي والتمريضي في مستشفياتنا الحكومية والخاصة، الذي هو الآن في الصفوف الامامية من المواجهة، ومنهم من أُصيب بهذا الوباء، تحية إجلال ودعوة للمضي قدماً... ولكل مصاب بهذا الوباء، الدعوة له بالشفاء العاجل، وجميعنا ننحني مهابة أمام ذكرى من سقط ضحيته...!!".

وختم عون:"أيّها اللبنانيات واللبنانيون، إن لكم أخوة وأشقاء وأمهات وآباء تطوّعوا للمساندة في عمليات المواجهة الطبية في مستشفياتنا لوباء الكورونا. باسمكم جميعاً، أتوجه بتحيّة إكبار لكلّ منهم، فهم القدوة في التفاني لسلامة الانسان اللبناني وحياته".