الحريري قطع الاوكسيجين عن حزب الله...والفريق الحاكم امام خيارين

على الرغم من الاتجاه الى تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة مطلع الاسبوع المقبل، الا ان المشهد اللبناني يبدو وكأنه امام افق مسدود، وفي حال حصل توافق على تسمية الرئيس المكلف الا ان هذا لا يعني ان الازمة قد حلت وانجز التأليف ... فالعقد كثيرة، واعطاء صورة ايجابية للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ليس كافيا. فالمعارضة السياسية للفريق الحاكم تشتد حدة، وتترافق مع غليان شعبي، نتيجة لعدم القدرة على اخراج لبنان من ازمته... وأضف الى ذلك حصار خارجي.
وقد اعتبر مصدر معارض ان كل هذه العوامل يجب ان تأخذ الى تسوية، لكن شرط ان تكون بمواصفات المرحلة، وبالتالي تخطي كل هذه العوامل والتعامل مع الطرف الآخر على قاعدة Business as usual، يزيد الامر تعقيدا.
واشار المصدر عبر وكالة "أخبار اليوم"، الى ان اعلان الرئيس سعد الحريري عدم رغبته بالعودة الى ترؤس الحكومة، هو عامل تعقيد في مسار التكليف والتأليف لان الطرف الآخر راهن على عودة الحريري كونها تفتح باب المساعدات امام لبنان انطلاقا من شبكة العلاقات الدولية التي يملكها.
استحالتان
وتحدث المصدر عن استحالتين دفعت الحريري الى هذا الموقف:
اولا: تصلب العهد وكأن لديه مجموعة خيارات اخرى يمكن ان يذهب اليها،
ثانيا: الفريق الحليف للحريري ليس في وارد اعطاء فرصة لطرف يعرف سلفا ما ستكون نتائج التعاون معه.
ورأى المصدر ان امام هاتين الاستحالتين، وعدم تأييد خارجي وجد الحريري نفسه امام مغامرة غير محسومة، كون اي حكومة ستكون مكبلة من قبل الفريق الآخر.
وأوضح المصدر، انه بعد انسحاب الحريري، بات الفريق الحاكم اليوم امام خيارين: استمرار تصريف الاعمال، او الاتجاه نحو حكومة تشبه حكومة حسان دياب المستقيلة، لكن هذا لا يقدّم ولا يؤخر، بل سيبقي الاجواء السياسية الداخلية مقفلة وسيبقى عدم الثقة المحلية والخارجية قائم. وبالتالي الفرصة امام الفريق الحاكم كانت من خلال الحريري.

اربع سنوات من ممارسة الحكم
وردا على سؤال، اقرّ المصدر ان فريق 14 آذار (سابقا) قد شارك بشكل او بآخر في افشال المبادرة الفرنسية كونه ليس بوارد اعطاء صك براءة لفريق "لُوّع منه"، قائلا: هذا الفريق الموجود راهنا في السلطة، وبعد اربع سنوات من ممارسة الحكم اوصلنا الى الحائط المسدود، وبالتالي لا يمكن نتيجة لحدث كبير الانجرار وراء العاطفة ان نعمل على قاعدة "امسحوها بهذا الذقن" بل على العكس اننا اليوم في مرحلة مصيرية، علينا ان نرفض التنازلات، بل على الفريق الذي اوصلنا الى هذا الواقع من الانهيار ان يعدّل في سلوكه وادائه، مكررا لن نعطيه صك براءة كي يكمل بممارساته وكأن شيئا لم يكن، مشددا على ان انفجار المرفأ ليس حادث سير بين سيارتين، بل امام حادث كارثي هز العالم، ويجب ان يشكل نقطة تحوّل في الممارسة السياسية، وبالتالي اليوم نحن امام فرصة للعودة الى اساس بناء الدولة، لا بل هذه اللحظة مؤاتية لانتزاع التغيير.
هذا هو مسار التغيير
وما هو هذا التغيير؟ اجاب: نتكلم عن تغيير مسار يبدأ بانتخابات نيابية مبكرة تعد لها حكومة مستقلة تماما لا سيما عن الفريق الحاكم، دون ان يكون له اي تأثير على اعضائها وعملها، مشيرا الى انه خلال هذه المرحلة الانتقالية، يوضع التغيير على السكة فلا وزارة خاضعة لهذا الفريق او ذاك، بل وزارات تعمل لصالح المواطن.

وماذا لو رفض الفريق الآخر التعاون، اجاب: لا نفرض شيئا، بل لدى الفريق الآخر الاكثرية النيابية، ويمكنه تأليف اي حكومة، ولكنه سيأخذ البلد نحو المزيد من الانهيار.
ليونة لا تعني هدفا مختلفا
وسئل: ما هو مصير المبادرة الفرنسية، قبل ايام معدودة من الزيارة الثانية لماكرون، اشار المصدر الى فهم خاطئ للمبادرة الفرنسية، فهناك من اعتقد ان باريس ذاهبة باتجاه اعطاء فريق السلطة ما لم تعطه الولايات المتحدة او السعودية، بل على العكس باريس لن تغطي تسوية تؤدي الى مزيد من الانهيار والانكماش، فلن تشكل مظلة لقضية فاشلة. وقال: قد تتعاطى فرنسا بليونة اكثر لكن لديها نفس الهدف الذي يعبّر عنه المجتمع الدولي.

واذ خلص المصدر الى القول: على هذا الفريق ان يختار، اما الاكمال بنفس المسار الذي اخذ البلد الى الانهيار والفوضى، او تقديم تنازلات جدية، اشار الى انه يبدو ان هذا الفريق مستمر على نفس النحو وكأن شيئا لم يتغير.
وختم: موقف الحريري كان مهما جدا، لان اكثر فريق كان متمسكا بعودته هو الثنائي الشيعي ليغطي له مساره ومشروعه ويمده بالاوكسيجين، الا ان الحريري اعلن انه لن يتوفر الاوكسيجين الا من خلال تنازلات جوهرية.