الأداء السياسي الفاشل يَبتُر الاحتفال بمئوية لبنان الكبير

"أيتها اللبنانيات، أيها اللبنانيون، أتوجّه إليكم اليوم لأُعـلِن بدء ذكرى مئوية إعلان لبنان الكبير (مرور 100 عام على تأسيس الجمهورية اللبنانية عقب الحرب العالمية الأولى) الذي يصادف في أول أيلول من العام 1920، تمهيداً لانطلاقة الاحتفالات بهذه المناسبة ابتداء من الأول من كانون الثاني 2020 وحتى نهاية السنة".

بهذه الكلمات اعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في أيلول الماضي، انطلاق التحضيرات للاحتفالات التي ستقام على مدى عام كامل بمناسبة مئوية لبنان الكبير، وذلك بعد ترؤسه اجتماعاً في قصر بعبدا للهيئة الاستشارية للجنة العليا، المكلّفة تنظيم هذه الاحتفالات. خُصّص الاجتماع للبحث في مختلف المجالات الّتي ستتضمّنها الاحتفالات، والرؤية التي وضعت لها على مدار العام 2020.

                                                          

ودعا الرئيس عون في كلمته إلى "ضرورة إيلاء كل النشاطات الخاصة بهذه المناسبة أهمية كبرى لتثقيف أجيالنا الطالعة تاريخياً ووطنياً"، داعياً إلى التعاون بين مختلف الوزارات والإدارات وجميع المعنيين بهذه المناسبة "حتى يأتي العمل متكاملا ويعكس بدقة أبعاد هذا الحدث الوطني الجامع". ولفتت الهيئة الى ان نشاطات المئوية لن تكون مركزية ومحصورة في العاصمة بيروت، و"إنّما متنقلة بين مختلف المناطق اللبنانية، ومختلف الإدارات والوزارات، وفي طليعتها الدفاع والتربية والثقافة والشباب والرياضة..."

 

فلماذا غابت البرامج الاحتفالية لمئوية لبنان كما تم الاعلان عن ذلك العام الماضي؟ وهل توقفت الاحتفالات التي كانت مقررة في المناسبة ام ان التحضيرات مستمرة بحيث تنطلق في ايلول المقبل؟ هل الظرف لا يسمح بالاحتفالات ام لا حماسة للاحتفال بالمئوية لأنها سقطت وفق ما تقول اوساط سياسية وبالتالي لا لزوم للاحتفال بصيغة انتهى مفعولها وبات البحث عن اخرى بديلة تتجاوب مع مطالب الثورة التي رفعت شعار التغيير الشامل تحت عنوان "كلن يعني كلن".

 

رئيسة "طاولة حوار المجتمع المدني" حياة ارسلان أكدت لـ"المركزية" "أن ما حدث في البلد عطّل كل شيء وخاصة اننا نحتفل في بلد يغرق، فكيف سنحتفل في ذكرى تراجعنا فيها الى الخلف بدل ان نتقدم الى الامام، ذكرى بُتِرت بأداء سياسي للذين مضى على وجودهم في الحكم اكثر من ثلاثين عاماً ولا يتزحزحون، هذه الذكرى لا يجوز ان تقام الا مع عرض لإنجازات ما تمّ خلال المئة عام".

 

وتابعت: "للاسف، تراجعنا الى الوراء، كانت لدينا سكة حديد ومؤسسات أنشأها فؤاد شهاب فجرى نسفها". وتساءلت: "ما الذي سيقولونه للشعب في هذه الذكرى؟ التعمية لا تصحّ منذ انطلاق ثورة 17 تشرين الاول، ولم تعد "الخبريات" تنطلي على أحد، نريد حقائق ملموسة، في حين أنهم عاجزون عن تقديمها، بل ليسوا على قدر المستوى والمسؤولية".