ازدحام مستمر على اوتوستراد جونية ومعاناة يومية للمواطنين.. رئيس البلدية يكشف الوقائع

على ما يبدو أنّ الازدحام المستمرّ على اوتوستراد جونية شكّل أزمة نوعيّة على سكّان المنطقة ومن يمرّ من خلالها، سيّما في مثل هذه الأيّام الحارّة. وبات الأمر شبه مستحيل وغير محتمل لدى العديد من النّاس. فما سبب هذا الازدحام الدّائم وهل من حلولٍ لمعالجته؟

من منّا لا يمرّ على اوتوستراد جونية يوميًا، للذهاب إلى العمل نحو بيروت، أو إلى المنزل نحو الشمال. ومن منّا أيضًا لا يقضي ثلث يومه في زحمة السّير هذه ويشتكي ليلًا ونهارًا.

هذا الأوتوستراد الذي حُكي سابقًا  أنّه سيتمّ توسيعه. ولكن منذ عام 2005 والموضوع لا يزال بعيدًا. فتقرّر توسيعه منذ ذاك الحين لحلّ مشكلة الازدحام المروري، كما أُقرّ لاحقًا مرسوم الاستملاكات التي قُدّرت قيمتها في المرحلة الأولى بنحو 34 مليون دولار.

وعام 2019، فضت المناقصات مع الملفات المالية للمتعهدين التسعة، وجرى الإعلان عن أنّ المشروع سيستغرق تنفيذه سنتين ونصف السنة.

عراقيل تقنيّة ومادّية

مرّ لبنان، ولا يزال، بظروف ماليةٍ وصحيةٍ صعبةٍ، جعلت الكثير من المقررات والاقتراحات  تؤجّل حتّى إشعارٍ آخر. ولا شكّ أنّ أزمة اللّيرة اللبنانية وتدهورها، تسبّبت في وقتٍ سابقٍ بعرقلة المشروع، بحيث لم تعد المبالغ المرصودة بالليرة اللبنانية تراعي قيمة الاستملاكات. بالإضافة إلى الشروط التعجيزية التي أقرّتها اللجنة المتابعة للمشروع للحصول على التعويضات من بينها اقتطاع ضريبة أرباح، ما اعتبره البعض  كالإستيلاء على الاملاك ونهب التعويض وخداع أصحاب الممتلكات من قبل مجلس الإنماء والإعمار. ضف إلى ذلك، بعض العراقيل التقنية واللوجستية المتعلقة بالمشروع. فأين أصبح هذا المشروع وهل من داعمٍ لتحسينه؟

توقّف هذا المشوع منذ عام 2020، بعد غياب دور الدّولة بالكامل، وغياب الطرف القضائي فيه. لذلك، ولبدء حلحلة هذه الأزمة، من الضروري وجود قضاء عادل يحلّ هذه المشكلة.

وفي الإطار، يؤكّد رئيس بلدية جونية جوان حبيش، أنّ البنك الاوروبي للاستثمار، أوقف التّمويل بعد دخول لبنان في الأزمة عام 2019.

وبالعودة إلى تفاصيل المشروع ، الذي يموّله البنك الاوروبي للاستثمار عبر قرض ميسّر بقيمة 70 مليون يورو، يساهم في توسعة الأوتوستراد على مساحة طولها نحو 10.5 كيلومترات، تمتد من نفق نهر الكلب وصولاً الى جسر كازينو لبنان، وتحديدًا حتى مفرق طبرجا.

وأكّد حبيش في حديثه للدّيار، أنّ ما يزيد الطّين بلّة، وجود محلّات "ناولني" على طول الأوتوستراد من الجهتين، ومحلّات أخرى تعرقل السّير بشكلٍ دائمٍ مثل محلات المكسرات والنقرشات وغيرها. وما زلنا نحاول حتّى الساعة مطالبة هذه الأكشاك والمحلات بالمغادرة فورًا.

واضاف أنّ أغلبية سيارات النّواب ومواكبهم، تمرّ من بيروت باتّجاه طرابلس والمناطق الشمالية الأخرى، ما يعرقل أيضًا السّير.

ماذا لو تمّ توسيع الاوتوستراد؟

رغم جمال المنطقة وغنائها بالمحلات والمطاعم السياحية والفنادق والأماكن التّجارية، فإن معظم من بخارجها، يتجنّبون التّوجه إلى الأسواق، بسبب زحمة السّير. حتّى أهالي منطقة جونية، يفضّلون القيام بـ "الشوبينغ"، في مناطق أخرى وفي أوقات فراغهم.

وتفيدنا غبريال، فتاة تقطن في منطقة غادير، أنّها لا تتسّوق في جونية منذ عامين وأكثر، والسبب زحمة السير غير المبرّرة. وتقول إنّ المواقف عمومًا في المنطقة، تعتبر مكلفة جدًا، ومن يريد السير في السّوق سيتعب كثيرًا. ومن يريد أن يقود سيّارته من المستحيل أن يخرج قبل ساعاتٍ وساعاتٍ من الزحمة.

لذلك، فلو تم تسهيل حركة المرور، والحدّ من هذا الازدحام الخانق، لكانت تحسّنت الأوضاع السياحية، ونشطت الحركة في المنطقة أكثر وما كان سيحصل الضغط المروري.

لذلك، من المهمّ جدًا إنجاز هذا المشروع وفي أسرع وقتٍ ممكنٍ، علّ الأحوال تتحسّن قليلًا في هذه المدينة المضيئة واللامعة.