إقبال في لبنان على حفلات رأس السنة... وأسعار البطاقات بالملايين

لن تغيب حفلات رأس السنة عن لبنان، كما كان يخيل للبعض، بسبب الوباء. فمتعهدو الحفلات شدوا أحزمتهم وبدأوا التخطيط لها مع نهاية الصيف. بعض النجوم ارتبطوا في إحياء حفلات خارج لبنان، وقرر آخرون البقاء في الوطن لاستقبال عام 2021.

تتوزع هذه الحفلات لتتكثف في العاصمة ولتنتشر في مناطق ضبية وجبيل وطبرجا وغيرها. وأبرز النجوم الذين يحيون هذه الحفلات عاصي الحلاني وملحم زين، ويغيب آخرون كراغب علامة ووائل كفوري ونجوى كرم لارتباطهم بحفلات خارج لبنان.

وتتراوح أسعار بطاقات الحفلات ما بين الـ300 ألف ليرة وخمسة ملايين ليرة للشخص الواحد. أما سعة الصالات فقد خُفضت إلى النصف، التزاماً بإجراءات التباعد في زمن «كورونا». وتدخين النرجيلة ممنوع في الأماكن المقفلة فيما يسمح بتدخين السجائر.

يستقبل فندق هيلتون في بيروت العام الجديد بحفلة يحييها كل من عاصي الحلاني وملحم زين ونادر الأتات. وتتراوح أسعار البطاقات ما بين مليون وخمسة ملايين ليرة.

علي الأتات هو أحد متعهدي الحفلات القلائل الذين تشجعوا لإقامة هذه الحفلات في ظل أزمة اقتصادية حادة يعيشها اللبنانيون من ناحية وجائحة «كورونا» من ناحية ثانية. ويعلق في حديث لـ«الشرق الأوسط»: "لقد أصررت على تنظيمها رغم كل الظروف السيئة. في الماضي، كنا محط أنظار السائحين العرب والأجانب الذين كانوا ينتظرون مواسم الأعياد ليزوروا لبنان ويتمتعوا بحفلاته. تغيرت الأحوال اليوم، وبالكاد يأتينا الزوار من سوريا والعراق والأردن". ويضيف: "هناك لبنانيون أصيبوا بكورونا وأصبحت لديهم المناعة الكافية لعدم التقاطها من جديد. فهم من أوائل الأشخاص الذين شجعونا على إقامة حفلات العيد".

ويحيي زياد برجي حفلة في «الأطلال بلازا»، تتراوح أسعار بطاقاتها بين 400 و600 ألف ليرة للشخص الواحد. فيما تبلغ أسعار البطاقات لحفل معين شريف في كازينو لبنان ما بين 450 ألف ليرة ومليون و500 ألف ليرة. ومن الفنانين الذين يحيون حفلات العيد في لبنان الوليد الحلاني. ويتشارك فيها مع المطرب جورج نعمة والفنانة نور الحلو، وذلك في فندق «برج أون باي» في منطقة كفر ياسين على ساحل جونية. وتتراوح أسعار البطاقات ما بين مليون ومليون و200 ألف ليرة. ويقول شربل أحد المسؤولين عن الحجوزات في الفندق المذكور لـ«الشرق الأوسط»، إن البطاقات أصبحت "على الآخر"، وبالكاد يمكن إيجاد بعض المقاعد لطاولات تتسع لأربعة أشخاص أو ستة. فيما ترى مريم في فندق الهيلتون، حيث حفلة عاصي الحلاني وملحم زين ونادر الأتات، أن الإقبال الذي يشهدونه في هذه الأيام من قبل الناس لا يختلف بحجمه عن الأعوام السابقة. وتقول: "الحجوزات شبه كاملة، وأعتقد أن اختصار عدد الحضور في الصالة إلى النصف في زمن كورونا لعب دوراً كبيراً في هذا الإطار. فعدد الناس أصبح أقل وهو ما سرع في نفاد الحجوزات".

متعهد الحفلات عماد قانصوه، يخالف رأيه رأي زملائه الذين تشجعوا ونظموا الحفلات، ويقول: "زمن كورونا يمنعنا من إقامة الحفلات ومن يعمل على قاعدة مغايرة فهو مخطئ. فكيف يتجرأون ويفتحون الصالات لمئات الأشخاص والإصابات في لبنان تتجاوز الـ2000 في اليوم الواحد؟ وما ينتظرنا بعد موسم الأعياد سيكون مخيفاً، وستزداد الحالات من دون شك". ويتابع: "لن تدر الحفلات على أصحابها ولا على نجومها الربح، أولاً، بسبب هبوط قيمة الليرة أمام سعر صرف الدولار، وثانياً لأن القاعات ستتلقف نصف عدد الناس".

ويشير متعهدو الحفلات إلى أن أجور الفنانين تأثرت بالأزمة الاقتصادية في لبنان. فمن جهته يؤكد أنطوني حكيم لـ«الشرق الأوسط» أنها انخفضت إلى النصف تماماً، موضحاً أن "النجم الذي كان يتقاضى 50 ألف دولار على الحفلة بات اليوم يتقاضى نصف المبلغ وبالليرة اللبنانية". أما علي الأتات فيقول: "هذه المعادلة تنطبق على الفنانين الصغار. أما النجوم الكبار فما زالوا يتقاضون أجوراً مرتفعة".