أين هم؟

صحيح أن الحكومة مستقيلة!

وصحيح أن الحكومة المستقيلة تصرف الأعمال!

وصحيح أن تصريف الأعمال يجب أن يكون في الحدود الضيقة التي تعني استمرار عمل مرافق الدولة!

ولكن الصحيح أيضاً أن استمرار عمل مرافق الدولة يعني استمرارها بالقيام بما عليها من مسؤوليات لحفظ حقوق الناس وتأمين حياتهم وصون سلامتهم ومنع الحاق الأذى بالمصالح العامة والخاصة!

فأين هي الحكومة، رئيساً ووزراء، من هموم الناس ومشاكلهم؟ وهل سمع لبناني برئيس الحكومة أو بوزير من وزرائه يقدم على خطوة أو يتخذ قراراً أو يعقد اجتماعاً له علاقة بما يسهل على الناس حياتهم ويحل مشاكل ويبحث عن حلول لأزماتهم.

باستثناء وزير الصحة الذي يجول ويستعرض من دون نتيجة، وباستثناء وزير التربية الذي يفتح المدارس يوم يقفل وزير الداخلية القرى والبلدات والأحياء والمدن عشوائياً من دون أسس علمية واضحة ومفهومة، في انعكاس لأجواء التخبط والتناقض والعشوائية وعدم الاحتراف، أين هي الحكومة؟

أين وزير الاقتصاد من الانهيار الاقتصادي؟

أين وزير المال من المعالجات المطلوبة للأزمة المالية؟

أين وزير الصناعة من دعم الصناعة وحل مشاكلها؟

أين وزير الشؤون الاجتماعية من فقر اللبنانيين وعوزهم وجوعهم ؟

أين وزير شؤون المهجرين من 300 الف لبناني باتوا بلا مأوى بسبب انفجار المرفأ؟

أين وزير الزراعة من انهيار القطاع؟

أين وزير السياحة من إقفال الفنادق والمطاعم والمؤسسات السياحية؟

أين وزير الخارجية من علاقات لبنان العربية والدولية؟

أين وزير الدفاع من حماية لبنان؟

أين وزير البيئة من الحرائق المتنقلة والتلوث المتمدد برا وبحرا وجوا؟

أين وزير العدل مما يتعرض لهم أصحاب الفكر وقادة الرأي والإعلاميون من ملاحقات وعمليات قمع؟

والأهم، أين رئيس الحكومة الذي ملأ الإعلام عظات واتهامات لأسلافه وللمصرف المركزي والمصارف، ورمى المسؤوليات على الجميع إلا على نفسه، وهو لم يقدم، ولو على خطوة واحدة عملية تترجم اتهاماته وتصحح ما يعتبره ارتكابات وأخطاء وكأنه ليس رئيس حكومة، ولا يملك سلطة القرار!

مسكين لبنان، ومسكين الشعب اللبناني... ابتليا بمنظومة لا خير فيها إن حكمت ولا خير فيها إن استقالت!

سلطتها على حساب اللبنانيين ومنطق الدولة، وسقوطها على حساب اللبنانيين ومنطق الدولة!

الحل لم يعد بمداورة حقيقية في السلطة بين أكثرية تحكم وأقلية تعارض... فالأكثرية والأقلية واحد في الفساد والعجز والتبعية والاستسزلام...

الحل بسقوط كل هذه المنظومة بأكثريتها وأقليتها...

الحل بإخراج كل من شارك في إنتاج هذه السلطة بالصفقات والتسويات والشراكات المشبوهة!

الحل بطبقة جديدة لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بكل الذين يتوزعون أدوار الحكم والمعارضة... وهم من مصالح الناس والدولة براء!

وبالانتظار... والى أن يتحقق ذلك، كان الله في عون لبنان وشعبه!

 

ابو الحن