أزمة لبنان لن تنتهي بتشكيل الحكومة ... فماذا بعد؟!

كتبت رانيا شخطورة في وكالة أخبار اليوم:

"أبصرت الحكومة النور ... لكن هذا لا يعني ان ازمات لبنان قد حلت، بل يمكن القول ان مصالح اقليمية ودولية تقاطعت وادت الى انهاء ازمة التأليف العالقة منذ اكثر من 13 شهرا.
ويبدو ان على عاتق الحكومة مهاما عدة قد تبدأ بوقف الانهيار وقد لا تنتهي باجراء الانتخابات من بلدية الى نيابية الى رئاسية، وعندها قد تنتج سلطة جديدة في لبنان... وفي موازاة ذلك، هل على عاتق هذه الحكومة ايضا ان تبحث عن صيغة جديدة للحكم في لبنان، لا سيما بعد ما تصدعت العلاقات بين المكونات الاساسية تحت عناوين شتى من الصلاحيات الى الحقوق...

يرى مرجع واسع الاطلاع ان ما مرّ به لبنان اكبر من ازمة حكومية، خصوصا وان البلد يعاني من الانهيار على كافة المستويات، معتبرا ان رغم هذا السقوط ما زال النظام الذي ارساه اتفاق الطائف قائما، طالما لا بديل عنه، مشيرا الى ان الطائف يسقط حين يدخل لبنان بالفوضى العارمة، الامر الذي لم يحصل بعبد.

وشدد المرجع على ان آلية هذا النظام قائمة، لا سيما من خلال الاستقرار وان كان نسبيا اي لسنا في الانهيار التام حيث اقفلت المؤسسات وانسحب الجيش الى ثكناته.
وعن الاسباب، قال المرجع: الطرف الممسك بالورقة اللبنانية –وتحديدا حزب الله- ليس لديه مصلحة في هذه اللحظة ان يسقط من يده التركيبة اللبنانية. واشار المرجع في الوقت عينه الى ان الحزب لا يريد ان يخسر الورقة التي سلمها له التيار الوطني الحر من خلال اتفاق مار مخايل، وذلك انطلاقا من موقف البطريركية المارونية، لا سيما في الفترة الاخيرة التي اعلنت تموضعا واضحا ضد الحزب وضد ايران، معلوم ان لدى القوات تموضع حاسم في هذا المجال لا بل ذهبت باتجاه خطاب فوق السقوف باتجاه الحزب، لذا حزب الله لم يعد لديه الا الحالة العونية التي تؤمن له الغطاء. وبالتالي سقوط الطائف، يجعل حزب الله ومن خلفه ايران يخسران الورقة اللبنانية في وقت هناك الكثير من التحديات التي تواجهها طهران على مستوى المنطقة وفي علاقتها مع الولايات المتحدة.
واضاف المرجع: المثالثة، والمؤتمر التأسيسي، واللامركزية الادارية، الفدرالية، وغيرها من الصيغ التي تطرح عند كل ازمة، غير واقعية اقله في الظرف الراهن.
وختم: قد يكون الرئيس عون منذ العام 1990 من غير المتحمسين للطائف، لكنه لن ينهي عهده بفتح الباب على تغيير صيغة النظام القائم... مع العلم ان هذا الطرح يفتح الباب على المجهول، في حين ان المطروح اليوم بطلب من المجتمع الدولي هو الاصلاحات التي من خلالها يبدأ الانقاذ".