أزمة الخبز إلى حلّ موقت... هل أصبح متوافراً في الأفران؟

سط أزمة فقدان الرغيف وطوابير الخبز أمام الأفران التي لن تجد لها نهاية قبل رفع الدعم عن القمح، أعلن وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام "دخول 49 ألف طن من القمح إلى البلد نهاية الأسبوع وسنلاحق من يريد أن يختلق أزمة"، معتبراً أنّ "الأزمة نتيجة سرقة الطحين من البلد". كذلك، أوحى مدير مكتب الحبوب والشمندر السكري في وزارة الاقتصاد جرجس برباري بأنّ الأزمة في طريقها إلى الحلحلة لأن "خلية الأزمة قامت بتوزيع الطحين وفق القدرة الإنتاجية للأفران كما وألزمت المطاحن التي تمتلك كميات إضافية، بتوزيع مخزونها على المطاحن المقفلة لتتمكن من تلبية الأسواق، الأمر الذي أدى إلى عودة 5 مطاحن إلى العمل، ليصبح إجمالي عدد المطاحن التي تفتح أبوابها 10". لكن، وبعيداً من الكلام، ما الذي يحصل على أرض الواقع؟ وهل الأزمة سلكت فعلاً طريقها إلى الحلّ ما يعني أن ربطة الخبز ستتوافر من جديد؟ 

أمين سرّ نقابة المخابز العربية في بيروت وجبل لبنان ناصر سرور يوضح لـ "المركزية" أنه "أعيد فتح مطاحن كانت مقفلة لتستعيد نشاطها. التوزيع اليوم طبيعي وكلّ الأفران استلمت كامل حصصها وتعمل 24/24، ويتم العمل ببونات موزعة سابقاً عبر جداول صادرة عن وزارة الاقتصاد للمطاحن إذ استبدلت البونات خلال 7 أيام بالجداول بناءً على طلب النقابة وتحدد فيها قيمة الطحين المستخدم يومياً للأفران وكل من لا يلتزم من المطاحن يحوّل إلى القضاء، مما أدّى إلى تسريع تسليم الطحين لكافة الأفران على مختلف الأراضي باستثناء بعض المخالفات التي تتم تسوية أوضاعها في الوزارة، لكن الضغط لن ينتهي بلحظة وسنرى انفراجاً كاملاً خلال ثلاثة أو أربعة ايام". 
ويطالب الحكومة بـ "تكليف الأجهزة الأمنية تحديداً قيادة الجيش تنظيم أمور الناس على الأرض والتواجد عند الأفران التي تعاني من ضغوطات، خلال هذه المرحلة الصعبة أي ثلاثة أو أربعة أيام، حيث تفقد السيطرة ويتم الاعتداء عليها"، لافتاً إلى أن "هذا المطلب يأتي بعد أن وصلتنا أخبار من العديد من الأفران بأنها لم تستلم الطحين أو تقول إنّها غير قادرة على الإنتاج بسبب حالات تهجّم غير عادية عليها من تكسير وضرب واعتداء على العمال وبلطجة ناتجة عن غضب واستفزاز بعض المدسوسين في ظلّ كثافة الضغط ما يؤدي إلى عرقلة نشاط الفرن". 


ويشير سرور إلى أن "حلّ المشكلة  يكمن في إصدار فحوصات صلاحية القمح من قبل وزارة الزراعة وفتح مصرف لبنان اعتمادات القمح الجديدة المفترض أن تصل إلى اللبنانيين بين اليوم ونهاية الشهر على أمل أن تحلّ الأزمة".  


وإذ يؤكّد أن "أكثر من عامل يؤثر على أزمة الخبز وأحدها الهلع الذي لا يزال قائماً" يتمنى سرور على "بعض المواطنين مساعدة الأفران والتعاون معها عبر تخفيف الضغط عليها ووقف تخزين الخبز والطحين، منعاً لزيادة الطلب بشكل غير طبيعي لأن الخبز سيتوافر من اليوم في مختلف الأفران ولا داعي للتهافت". 

ويختم "لن يتم رفع الدعم قبل ستة أشهر لأن مجلس النواب أقر قرض البنك الدولي بـ 150 مليون دولار بهدف تأمين القمح المدعوم لمدة لا تقل عن ستة أشهر، وبعد توفر القمح بشكل طبيعي وتكليف الأجهزة الأمنية المشكورة على دخولها على الخطّ، لن يكون هناك من أزمة، وفي أيلول مفترض أن يأخذ السوق وضعه الطبيعي مع انتهاء الموسم السياحي وانخفاض الطلب".